رمزى المنزلاوى ، أبى رحمه الله . أطياف من سيرته
صفحة 1 من اصل 1
رمزى المنزلاوى ، أبى رحمه الله . أطياف من سيرته
رمزى المنزلاوى ، أبى رحمه الله . أطياف من سيرته :
كان ابى رمزى رحمه الله سهلا ، لا يقبض على شئ سوى حيائه وحبه للكافة . قالت عمتى بعيون منداة :
- لما كانت واحده من عماتك تتعسر فى الولادة ، نحط حاجه من هدوم ابوك عليها ، فربنا يسهل عليها على طول !
زوج ست بنات- اخواته - من مرتبه الضعيف ، وكفل أبويه حتى مماتهما ، رغم وجود ثلاثة ذكور غيره ، لم يكلف أحدهم خاطره بشئ ! كان اول من يعود مرضاه ويبكى موتاه ويحمل هم جيرة الجيرة !
كنت أعجب لتلك السعادة الأسطورية الى يعيشها لدى مساعدته لمحتاج أو لقائه بصديق أو
زميل أو جار !
عاتبته كثيرا فى مبالغته الى حد العناق والتقبيل ، والقيام من مقعده ليجلس عليه القادم !
تلمع عيناه الراضيتان ويقول : مفيش أحسن من المعروف !
ولما مات جدى وجدوا فى متعلقاته ورقة باع فيها ربع المنزل لأبى ، نظير ما أنفقه من كده وجهده . هنا نسى الذكور ما قام به من مهام جسام ، ونست العمات انه جهزهن ، وسهلت هدومه لهن الام المخاض !
هجموا عليه هجمة الليث الغضوب ، وحاصروه فى ركن ضيق ، ووقف الرجل الطيب متحيرا ، يقسم أنه ما رأى الورقة ولا سعى لها . القلوب الحجرية لم يتفجر منها الحنان ، ظلت الاصوات الكريهة تهدر فى سمعه ، ما رد ولا تهجم .
ظل واقفا بعينيه الراضيتين ، مبتسما ليهرب من الموقف الرهيب.
كنت صغيرا فبكيت ، لكن أحدا لم يلتفت لبكائى ، وقام أحد أزواج عماتى يريد أن يعتدى عليه .
.انفجر الرجل الهادئ باكيا معى واحتضننى طويلا .
عندما أفاق أشار الى عمى الذى يمسك بالورقة وقال له فى رضا تام :
- قطع الورقه دى ، انا مش عايز حاجه !
المثير أنه عاد لسيرته الاولى من ودهم ومساعدتهم والبكاء من اجلهم !
حتى اليوم تحتل صورته باكيا مهيضا قاع ذاكرتى ، وتظهر كلما خلوت
بنفسى أو تذكرته أو زرت قبره .
رحمك الله يا أبى ، هل تصدق اننى أخاف من هؤلاء الذين حاصروك حتى اليوم ، واتدثر بعباءة الكبرياء والجلافة حتى يبتعدوا عنى ؟
أننى ببساطة ورثت منك كل طيبتك وسعادتك من اجل الآخرين ، لكننى عفوا لم أرث منك قوة التحمل وسعة الصدر . سامحنى !
كان ابى رمزى رحمه الله سهلا ، لا يقبض على شئ سوى حيائه وحبه للكافة . قالت عمتى بعيون منداة :
- لما كانت واحده من عماتك تتعسر فى الولادة ، نحط حاجه من هدوم ابوك عليها ، فربنا يسهل عليها على طول !
زوج ست بنات- اخواته - من مرتبه الضعيف ، وكفل أبويه حتى مماتهما ، رغم وجود ثلاثة ذكور غيره ، لم يكلف أحدهم خاطره بشئ ! كان اول من يعود مرضاه ويبكى موتاه ويحمل هم جيرة الجيرة !
كنت أعجب لتلك السعادة الأسطورية الى يعيشها لدى مساعدته لمحتاج أو لقائه بصديق أو
زميل أو جار !
عاتبته كثيرا فى مبالغته الى حد العناق والتقبيل ، والقيام من مقعده ليجلس عليه القادم !
تلمع عيناه الراضيتان ويقول : مفيش أحسن من المعروف !
ولما مات جدى وجدوا فى متعلقاته ورقة باع فيها ربع المنزل لأبى ، نظير ما أنفقه من كده وجهده . هنا نسى الذكور ما قام به من مهام جسام ، ونست العمات انه جهزهن ، وسهلت هدومه لهن الام المخاض !
هجموا عليه هجمة الليث الغضوب ، وحاصروه فى ركن ضيق ، ووقف الرجل الطيب متحيرا ، يقسم أنه ما رأى الورقة ولا سعى لها . القلوب الحجرية لم يتفجر منها الحنان ، ظلت الاصوات الكريهة تهدر فى سمعه ، ما رد ولا تهجم .
ظل واقفا بعينيه الراضيتين ، مبتسما ليهرب من الموقف الرهيب.
كنت صغيرا فبكيت ، لكن أحدا لم يلتفت لبكائى ، وقام أحد أزواج عماتى يريد أن يعتدى عليه .
.انفجر الرجل الهادئ باكيا معى واحتضننى طويلا .
عندما أفاق أشار الى عمى الذى يمسك بالورقة وقال له فى رضا تام :
- قطع الورقه دى ، انا مش عايز حاجه !
المثير أنه عاد لسيرته الاولى من ودهم ومساعدتهم والبكاء من اجلهم !
حتى اليوم تحتل صورته باكيا مهيضا قاع ذاكرتى ، وتظهر كلما خلوت
بنفسى أو تذكرته أو زرت قبره .
رحمك الله يا أبى ، هل تصدق اننى أخاف من هؤلاء الذين حاصروك حتى اليوم ، واتدثر بعباءة الكبرياء والجلافة حتى يبتعدوا عنى ؟
أننى ببساطة ورثت منك كل طيبتك وسعادتك من اجل الآخرين ، لكننى عفوا لم أرث منك قوة التحمل وسعة الصدر . سامحنى !
مواضيع مماثلة
» "أشواق قديمة" قصة قصيرة لـ"سمير المنزلاوى"
» "رد الزيت فى الزيتون" قصة جديدة لـ"سمير المنزلاوى"
» دار الهلال تصدر رواية "الدكان" لسمير المنزلاوى
» لماذا لم يختر أحد حنفاء العرب السابقين على محمد صلى الله عليه وسلم للنبوة ؟
» مناسبة ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
» "رد الزيت فى الزيتون" قصة جديدة لـ"سمير المنزلاوى"
» دار الهلال تصدر رواية "الدكان" لسمير المنزلاوى
» لماذا لم يختر أحد حنفاء العرب السابقين على محمد صلى الله عليه وسلم للنبوة ؟
» مناسبة ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى