تشابه .. موقع فكره

الآن يؤدى فهمي مبيض المحارة ، فقرة المسئول الكبير في مولد النبي .
يرتدى بذلة وربطة عنق ، ويسير حوله شباب مدججون ببنادق خشبية .
ثمة شخص يحمل كاميرا ويهرول أمامه .
عيناه المليئتان بالبهجة ، ترمقان النسوة في الشرفات ، ثم تهبطان إلى الحشد المحيط به . تتحرك يمناه صعودا وهبوطا . ابتسامته تبرز فمه الواسع وأسنانه الأمامية المصبوغة بالتبغ !
– نريد وظائف للأولاد.
يشير بطرف سبابته !
– حاضر .
– المياه سيئة ، ولا توجد مجارى !
يعاود الإشارة .
– حاضر .
لا أحد يضحك ، أو يسخر .
يتوقف أمام تل من القمامة ، تمرح فيه القوارض والذباب :
– أين رئيس القرية ؟
يجذب أقرب الواقفين ، يوبخه بنبرة عالية :
– أنت فاشل ، اترك مكتبك من اليوم .
تصفيق حاد يرج المكان :
– عاش فهمي حبيب الشعب !
يلوح بيده سعيدا .
وصل إلى نهاية الشارع الملتف حول خصر البلدة كالحزام .
توقف ليلقى خطابه السنوي .صعد فوق مقعد وصاح :
– فهمت مشاكلكم ، وتألمت من أجلكم . كل شئ سيتغير إلى الأفضل ، و…
صوت غاضب كالنمر يزأر في الزحام :
– أنت كاذب ولص.
اقترب الشاب حتى لامس كتفه . قفزت كلماته حارة تشوى وجهه :
– كفى نهبا وفسادا ، رائحتك تزكم الأنوف!
أراد أن يحول الموقف إلى مزحة ، فابتسم وقال هادئا :
– نادوا على والده ليؤدبه،وإلا فاننى سأتولى ذلك الحراس لم يكن لهم دراية بمثل هذا الموقف .
تجمدوا كأنهم في لوحة . امتلأت وجوههم بابتسامات بلهاء . الحشد الملتف فقد ألسنته .كذلك النسوة في الشرفات.
هجم النمر على فهمي وأطبق يديه على رقبته، ثم جره إلى الأرض . لم تعد العيون ترى سوى شبحين يتقاتلان ، ويتمرغان في التراب .

رابط الخبر
http://fekra.media/%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%A8%D9%87/