عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عذاب المجئ .. موقع الدستور

اذهب الى الأسفل

عذاب المجئ .. موقع الدستور Empty عذاب المجئ .. موقع الدستور

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الأحد فبراير 07, 2016 7:11 pm

قصة - سميرالمنزلاوى
عذاب المجئ .. موقع الدستور 11403112
ذات يوم حار طالت المسافة التي يقطعها جدي بين البلاد . وضع مقطف المحار بين ساقيه وجلس يجفف عرقه و يفرد ظهره. لاحظ أن النهار يعدو . هب قبل أن يولى . انتهت الطريق المجدبة بحائط مترب ، مغطى بشباك العناكب و أعشاش الأوابد التي تشقشق صغارها جوعا!
مرق من إحدى الفرج، فوجد نفسه في قرية كبيرة . وقف وسط السوق ونادي بصوته الرخيم الذي يشجى الناس والطيور. نفذ المحار في دقائق . تهيأ للعودة ظافرا ، لكنه سمع عراكا في أقصى الساحة!
نازعته نفسه المستطلعة أن يتريث ويدخل وسط كتل البشر.
ثمة عروس بفستان غريب من الورق ، لم ير له مثيلا . تبرق فيه نجوم ذهبية تعشى البصر. الطرحة ورقية أيضا ، مطعمة بصور الملائكة!
كانت تبكى بخفر بينما العريس المطربش والمسربل بالصوف التنيسى عائم في عرقه. أدرك بذكائه المأزق ، فباب الدار منخفض ، والعروس فارعة . شيخ القرية كان قد أصدر فتواه :
- لتذبح الفارعة أو تهدم الدار!
تقدم جدي بشجاعة مأثورة ونحى المقطف صاعدا فوق صخرة . وسط دهشة القوم ضغط على رقبة العروس فانحنت ، وهنا دفعها في ظهرها بعزمه ،لتتدحرج وسط الدار كالكرة!

تعالت الهتافات وقال شيخ القرية :
- أنت حكيم .
أمر أن يعطى منزلا وزوجة وبغلا وجراية من عشرين رغيفا منخولا،وثلاثين بيضة نيئة ، وزوجين من الدجاج ، وفخذ خروف مشوي ، ورطلين من ماء الورد ومثلهما من منقوع الزبيب، وأوقية شاي ناعم ، و عشر أوقيات من تمباك الشيخ الخام.
بعد أسابيع تملكه الشوق . صحبه خمسة من الأتباع ، يتقدمهم راكبا صهوة بغل لا يصهل ولا ينهق ولا يحدث أمام الناس! مأكولة اللوز والجوز وحب الرمان . وقف البغل المرفه أمام بابنا بلا إرشاد . خرج أبى و جدتي . سمعنا صلصلة الجرس في أذن الدابة . هز البغل رأسه ،فقال له جدي:
- هذه عائلتي يا قمر .عاود الصلصلة وابتسم !
كانت وراءه قافلة محملة بخيرات الله . بعد العناق والقبل رفض جدي النزول ، قال:
- سأزوركم في الربيع.
انصرم الربيع والصيف ولمحت جدتي الرياح تعول في الباب وتصفق على النوافذ وتسقط أوراق الشجر. قلقت ، و أعطت أبى مقطفا مليئا بالمحار . مرق من الفرجة وفى وسط القرية رأى أحد الأتباع .
جلس بجواره سائلا في لهفة:
- أين سيدك؟
انخرط الرجل في البكاء كالطفل ، صحبه إلى داره . حكي له كيف داهمت رائحة خبيثة أنف والده عند هبوب ريح الشمال!سار بتشمم متأذيا ، حتى وصل إلى وهدة متخمة بما يخرج من أمعاء الناس!
أصدر قرارا سريعا ( كنيف لكل منزل) .
كتب دليلا يعلق في الساحة ، به طريقة إقامته وتزويده بالمرافق والمياه والصرف وشرح مستفيض لطريقة الاستطابة والتجفيف بأوراق الموز!
تسور عليه البيت في اليوم التالي نفر وذبحوه من الوريد إلى الوريد .
استحلفه نائحا أن يريه القبر ليكمل البكاء ويترحم ، استغرب سائلا :
- ماذا تعنى يا ابن سيدي بالقبر؟
ثم قاده إلى شجرة كافور علقوا عليها جثة أبيه مقددة ومملحة.

رابط الخبر
http://www.dostor.org/924523

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى