من مآسي التاريخ: امرأة الحسن
صفحة 1 من اصل 1
من مآسي التاريخ: امرأة الحسن
نحن أمام زوجة تضع السم للإمام الحكيم، الذي حقن دماء الأمة، ودرأ الفتنة، وحمى وحدة المسلمين!
ميدل ايست أونلاين
بقلم: سمير المنزلاوي
إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه
أي امرأة، تلك التي تقبل قتل زوجها بالسم الزعاف، مهما كانت المغريات؟
وأي قلب يطيع صاحبته، حين تسيطر عليها الأطماع ويعميها الجشع؟
وأي عقل يسوقها كالريشة في مهب الأماني الكاذبة؟
وما بالك إذا كان هذا الزوج هو الحسن بن علي رضي الله عنه؟ سبط رسول الله، ووريثه في دماثة الخلق، ومعاملة أهل بيته بالحب والمعروف!
كيف تسنى زوجته الفضل بينهما، وتبيعه رخيصا لعدوه اللدود؟
أسئلة تتردد بين صفحات الكتب، تظهر طبيعة الإنسان المعقدة وضعفه أمام رغباته!
وتظهر أيضا تجرد الخصم السياسي، من نبل التنافس وشفافية المواقف!
نحن أمام زوجة تضع السم للإمام الحكيم، الذي حقن دماء الأمة، ودرأ الفتنة، وحمى وحدة المسلمين!
الحسن بن علي، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"!
وبلغ سرور معاوية بصلحه، أنه كبر فخرج الناس يسألون:
- ما الذي بلغك فكبرت يا أمير المؤمنين؟
قال : أتاني البشير بصلح الحسن!
اختار الرجل الظل، على القتال وإرهاق المسلمين، وتنازل بمحض إرادته عن الخلافة! رغم معارضة أقرب الأقربين!
ومع ذلك يدبر له ابن أبي سفيان المؤامرة تلو المؤامرة، ولا يكاد يستريح إلا باختفائه من الدنيا.
يقع على أقرب الناس إليه، ويتسلل إلى عقر داره!
فتشترك معه امرأة الإمام، التي حظيت بشرف الانتساب إلى أهل البيت.
ترنو ببصرها إلى عز زائف، ومعها بالفعل عز الدنيا والآخرة، ولله في خلقه شئون!
يقول المسعودي في مروج الذهب:
"دخل الحسين على الحسن لما سقي السم، فقام لحاجة الإنسان ثم رجع، فقال:
- لقد سقيت السم عدة مرات، فما سقيت مثل هذه.
لقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبه في عود في يدي.
فقال له الحسين: يا أخي، من سقاك؟
قال: وما تريد بذلك؟ فان كان الذي أظنه فالله حسيبه، وان كان غيره فما أحب أن يؤخذ بي برئ .
فلم يلبث إلا ثلاثا حتى توفي، رضي الله عنه".
ورغم أن المجني عليه رفض البوح باسمها، ترفعا وبعدا عن الشبهة، وانتظارا للحساب بين يدي الله، ففي رواية أخرى أنه قال عند موته:
- لقد حاقت شربته، وبلغ أمنيته، والله لا وفي لها بما وعد ولا صدق فيما قال.
لكن المسعودي يتحدث عنها بصراحة كقاتلة، فيقول في الجزء الثالث من كتابه:
"وذكر أن امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم.
وقد كان معاوية دس إليها:
- انك إن احتلت في قتل الحسن، وجهت إليك بمائة ألف درهم، وزوجتك من يزيد.
فكان ذلك الذي بعثها على سمه، فلما مات وفى لها معاوية بالمال، وأرسل إليها:
- إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه!".
الرابط :
http://www.middle-east-online.com/?id=197005
ميدل ايست أونلاين
بقلم: سمير المنزلاوي
إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه
أي امرأة، تلك التي تقبل قتل زوجها بالسم الزعاف، مهما كانت المغريات؟
وأي قلب يطيع صاحبته، حين تسيطر عليها الأطماع ويعميها الجشع؟
وأي عقل يسوقها كالريشة في مهب الأماني الكاذبة؟
وما بالك إذا كان هذا الزوج هو الحسن بن علي رضي الله عنه؟ سبط رسول الله، ووريثه في دماثة الخلق، ومعاملة أهل بيته بالحب والمعروف!
كيف تسنى زوجته الفضل بينهما، وتبيعه رخيصا لعدوه اللدود؟
أسئلة تتردد بين صفحات الكتب، تظهر طبيعة الإنسان المعقدة وضعفه أمام رغباته!
وتظهر أيضا تجرد الخصم السياسي، من نبل التنافس وشفافية المواقف!
نحن أمام زوجة تضع السم للإمام الحكيم، الذي حقن دماء الأمة، ودرأ الفتنة، وحمى وحدة المسلمين!
الحسن بن علي، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"!
وبلغ سرور معاوية بصلحه، أنه كبر فخرج الناس يسألون:
- ما الذي بلغك فكبرت يا أمير المؤمنين؟
قال : أتاني البشير بصلح الحسن!
اختار الرجل الظل، على القتال وإرهاق المسلمين، وتنازل بمحض إرادته عن الخلافة! رغم معارضة أقرب الأقربين!
ومع ذلك يدبر له ابن أبي سفيان المؤامرة تلو المؤامرة، ولا يكاد يستريح إلا باختفائه من الدنيا.
يقع على أقرب الناس إليه، ويتسلل إلى عقر داره!
فتشترك معه امرأة الإمام، التي حظيت بشرف الانتساب إلى أهل البيت.
ترنو ببصرها إلى عز زائف، ومعها بالفعل عز الدنيا والآخرة، ولله في خلقه شئون!
يقول المسعودي في مروج الذهب:
"دخل الحسين على الحسن لما سقي السم، فقام لحاجة الإنسان ثم رجع، فقال:
- لقد سقيت السم عدة مرات، فما سقيت مثل هذه.
لقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبه في عود في يدي.
فقال له الحسين: يا أخي، من سقاك؟
قال: وما تريد بذلك؟ فان كان الذي أظنه فالله حسيبه، وان كان غيره فما أحب أن يؤخذ بي برئ .
فلم يلبث إلا ثلاثا حتى توفي، رضي الله عنه".
ورغم أن المجني عليه رفض البوح باسمها، ترفعا وبعدا عن الشبهة، وانتظارا للحساب بين يدي الله، ففي رواية أخرى أنه قال عند موته:
- لقد حاقت شربته، وبلغ أمنيته، والله لا وفي لها بما وعد ولا صدق فيما قال.
لكن المسعودي يتحدث عنها بصراحة كقاتلة، فيقول في الجزء الثالث من كتابه:
"وذكر أن امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم.
وقد كان معاوية دس إليها:
- انك إن احتلت في قتل الحسن، وجهت إليك بمائة ألف درهم، وزوجتك من يزيد.
فكان ذلك الذي بعثها على سمه، فلما مات وفى لها معاوية بالمال، وأرسل إليها:
- إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه!".
الرابط :
http://www.middle-east-online.com/?id=197005
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى