البعير والناقة !
صفحة 1 من اصل 1
البعير والناقة !
البعير والناقة !
بقلم /سميرالمنزلاوى
كنت أتساءل كثيرا :
كيف يقبل أهل الشام والعراق محاربة على بن أبى طالب ، ابن عم النبي ، وزوج ابنته ، وأول من أسلم من الصبيان ؟
هل كان لديهم شك في أحقية على ؟ ألم يصلهم قول النبي عن على بن أبى طالب :
( اللهم ما وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ).
إن شجاعته ودفاعه عن الإسلام لا زالت ماثلة في الذاكرة ، فلم يمض وقت طويل يكفى للنسيان ، أو التزوير !
وكيف نجح معاوية في إقناعهم ، ليحملوا السلاح ، قاصدين اراقة دماء أهل بيت النبوة ؟
أي دهاء وقدرة سياسية يمتلكها الرجل ، ليصير هؤلاء الآلاف في قبضة
يده ؟ لا يكاد التاريخ يذكر واحدا منهم اعترض ، أو حتى فكر !
استطاع المسعودي في مروج الذهب ، أن يجيب على كل تلك الأسئلة ، تحت عنوان ( من دهاء معاوية ) قال :
قال بعض الإخباريين أنه سأل رجلا من أهل الشام ، من ذوى العقل والرأي منهم :
من أبو تراب ( يقصد عليا رضي الله عنه ) الذي يلعنه الإمام على المنبر؟
قال له :
أراه أحد لصوص الفتن !
وقال الجاحظ : سمعت رجلا من العامة وهو حاج يسأل عن البيت ( الكعبة ) فيقول :
إذا جئته فمن يكلمني منه ؟
وقال بعض أخواني إن رجلا في بغداد رفع شكوى في جار له لأنه يتزندق ! فلما أراد الوالي أن يتحرى سأله عن مذهب الجار ، فقال :
مرجئ قدري دهري ناصبي !
فلما طالبه الوالي بالدليل ، قال :
انه يبغض معاوية بن الخطاب ، الذي حارب عليا بن العاص !
قال الوالي :
لا أدرى على أي شئ أحسدك، أعلى علمك بالمقالات ،أم على بصرك بالأنساب !
أما القصة الفاصلة التي أوردها المسعودي ، فإنها تزيل كل لبس ، وتضع الحقيقة أمامنا كاملة :
( وبلغ من إحكام معاوية للسياسة وإتقانه لها، واجتذاب قلوب عوامه وخواصه ، أن رجلا من الكوفة دخل دمشق على بعير له ، حال منصرفهم من صفين .
فتعلق به رجل وقال ، هذه ناقتي فقدتها بصفين ! فرفع أمرهما إلى معاوية . وأحضر الدمشقي خمسين رجلا يشهدون أنها ناقته . فقضى له وأمر الكوفي أن يعطيه الناقة .
قال له الكوفي :
أصلح الله الأمير انه بعير وليس ناقة !
قال معاوية :
انه حكم قد مضى ولاسبيل إلى نقضه .
ودس للكوفي من أحضره بعد تفرقهم وسأله عن ثمن البعير ، فأعطاه ضعفه وأبره ، ثم قال له :
بلغ عليا اننى أقاتله بمائة ألف ، ما فيهم من يفرق بين الناقة والبعير !
بقلم /سميرالمنزلاوى
كنت أتساءل كثيرا :
كيف يقبل أهل الشام والعراق محاربة على بن أبى طالب ، ابن عم النبي ، وزوج ابنته ، وأول من أسلم من الصبيان ؟
هل كان لديهم شك في أحقية على ؟ ألم يصلهم قول النبي عن على بن أبى طالب :
( اللهم ما وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ).
إن شجاعته ودفاعه عن الإسلام لا زالت ماثلة في الذاكرة ، فلم يمض وقت طويل يكفى للنسيان ، أو التزوير !
وكيف نجح معاوية في إقناعهم ، ليحملوا السلاح ، قاصدين اراقة دماء أهل بيت النبوة ؟
أي دهاء وقدرة سياسية يمتلكها الرجل ، ليصير هؤلاء الآلاف في قبضة
يده ؟ لا يكاد التاريخ يذكر واحدا منهم اعترض ، أو حتى فكر !
استطاع المسعودي في مروج الذهب ، أن يجيب على كل تلك الأسئلة ، تحت عنوان ( من دهاء معاوية ) قال :
قال بعض الإخباريين أنه سأل رجلا من أهل الشام ، من ذوى العقل والرأي منهم :
من أبو تراب ( يقصد عليا رضي الله عنه ) الذي يلعنه الإمام على المنبر؟
قال له :
أراه أحد لصوص الفتن !
وقال الجاحظ : سمعت رجلا من العامة وهو حاج يسأل عن البيت ( الكعبة ) فيقول :
إذا جئته فمن يكلمني منه ؟
وقال بعض أخواني إن رجلا في بغداد رفع شكوى في جار له لأنه يتزندق ! فلما أراد الوالي أن يتحرى سأله عن مذهب الجار ، فقال :
مرجئ قدري دهري ناصبي !
فلما طالبه الوالي بالدليل ، قال :
انه يبغض معاوية بن الخطاب ، الذي حارب عليا بن العاص !
قال الوالي :
لا أدرى على أي شئ أحسدك، أعلى علمك بالمقالات ،أم على بصرك بالأنساب !
أما القصة الفاصلة التي أوردها المسعودي ، فإنها تزيل كل لبس ، وتضع الحقيقة أمامنا كاملة :
( وبلغ من إحكام معاوية للسياسة وإتقانه لها، واجتذاب قلوب عوامه وخواصه ، أن رجلا من الكوفة دخل دمشق على بعير له ، حال منصرفهم من صفين .
فتعلق به رجل وقال ، هذه ناقتي فقدتها بصفين ! فرفع أمرهما إلى معاوية . وأحضر الدمشقي خمسين رجلا يشهدون أنها ناقته . فقضى له وأمر الكوفي أن يعطيه الناقة .
قال له الكوفي :
أصلح الله الأمير انه بعير وليس ناقة !
قال معاوية :
انه حكم قد مضى ولاسبيل إلى نقضه .
ودس للكوفي من أحضره بعد تفرقهم وسأله عن ثمن البعير ، فأعطاه ضعفه وأبره ، ثم قال له :
بلغ عليا اننى أقاتله بمائة ألف ، ما فيهم من يفرق بين الناقة والبعير !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى