'الأحمر والأسود' .. من روائع الأعمال الأدبية
صفحة 1 من اصل 1
'الأحمر والأسود' .. من روائع الأعمال الأدبية
'الأحمر والأسود' .. من روائع الأعمال الأدبية
النقاد يرون أن رائعة ستندال توضع بجدارة في مصاف الأعمال الخالدة لأنها احتشدت بالعواطف الدقيقة والخلجات الداخلية الحارة.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: سمير المنزلاوي
همسات النفوس ولفتات العيون
هي رواية عظيمة كتبها الروائي الفرنسي الأعظم، ستندال (1783- 1842)، وهو اسم استعاره من بلدة ألمانية صغيره، أما اسمه الحقيقي فهو هنري بيل!
كان من أقدر كتاب القرن التاسع عشر، على تحليل النفس البشرية، ومراقبتها في شتى أطوارها.
وقد كتب النقاد عن ستندال، أنه يتسم بالذاتية، واستدلوا على ذلك من بعض عباراته:
"هل أتغير؟ إنها مغالطة كبيرة! أني أستسلم تماما لنقائصي ويجب على الإنسان أن يعرف نفسه معرفة دقيقة. وطريقة الوصول إلى ذلك أن يخضع نفسه لتحليل دقيق نزيه. وحينما يتم له هذا التحليل ينبغي عليه أن يتحمل كل نتائجه، بما تنطوي عليه من خير أو شر على حد سواء. على ألا يكتفي بتقبل هذه النتائج، بل يجب عليه أن يولع بها في لذة وقوة".
كتب ستندال "الأحمر والأسود" عام 1831، وعنوانها عجيب، لكنه يعكس الصراع خلال القرن الماضي بين النزعة الحربية (الأحمر) والكنسية (الأبيض).
بطل الرواية هو، جوليان سورل ابن نجار يقيم في (فريير). كان شابا طموحا، أعد نفسه ليكون قسا، لكنه بفعل طموحه أراد أن يصل إلى مكانة مدنية أو عسكرية كبرى!
وهكذا تتغير حياته عندما اختير معلما لأولاد السيد دي رينال عمدة "فريي". وقد أوشك على الزواج من ابنة المركيز دى لامول، إلا أن مدام رينال خليلته أوقعت به لدى المركيز. هنا يشتد غصبه فيطلق عليها الرصاص، لكنها لم تمت وحكم عليه بالإعدام.
يرى النقاد أن رائعة ستندال توضع بجدارة في مصاف الأعمال الخالدة لأنها احتشدت بالعواطف الدقيقة والخلجات الداخلية الحارة وهمسات النفوس ولفتات العيون.
يدفع الحب أبطال القصة إلى فعل أي شئ، ويأتون من الأعمال ما ينطوي على التضحية والشجاعة، لا يهتمون بالحزن والقلق، فالحب في عرفهم هو السعادة الحقيقية!
في منزل دى رينال، تعلم جوليان الحب على يد زوجته، إلا انه جلب اللعنة وعكر صفو الأسرة الهادئة.
هل كان جوليان سورل صورة صادقة لنابليون بونابرت، أدخله دي رينال قصره، فحطم حياة أهله!
وفى تطور سريع، يزج ستندال بجوليان في أتون السياسة والمؤامرات، فيشهد مناقشات عنيفة بين مشاهير الساسة والصحفيين ورجال المال.
كلف بمهمة سرية في انجلترا! هذه المهمة كانت لاستطلاع الأمور هناك والاستعانة بالانجليز، فلا تقوم في فرنسا ثورات جديدة تحطم مصالحهم وآمالهم!
وقد ادعى ستندال، أنه رغب في إلغاء صفحات كاملة لاحتوائها على مناقشات في السياسة! فرفض الناشر قائلا له:
"إن هذا ليس محمودا، خاصة وأن ما تكتبه ضرب من اللغو، فإذا لم يتوفر الظرف فيما تكتب، فقد حكمت عليه بالموت".
فأجابه ستندال:
- إن السياسة حجر يشد إلى عنق الأديب، فلا يلبث أن يغرقه في زمن لا يزيد عن ستة شهور! السياسة بين الإنتاج العقلي، كطلقة نارية وسط حفل موسيقى. هي ضجة مفزعة، لكنها ليست قاضية. فهي لا تلائم أي صوت من آلات الموسيقى، وهذه السياسة ستضايق نصف القراء ضيقا شديدا، وتوقعهم في السأم.
قال الناشر:
- إذا لم ترد السياسة على ألسنة أشخاص قصصك، فهم إذن ليسوا فرنسيين يعيشون في سنة 1830، ولن يكون كتابك مرآة للحوادث كما تزعم!
وقارئ "الأحمر والأسود"، قد لا يراها قصة حب فقط بين جوليان سورل ومدام دى رينال، لكنها ميدان للصراع بين نابليون، وأعدائه. بين الملكيين والجمهوريين، بين الأشراف والعامة.
ومظهر للخوف الشديد لدى نبلاء الريف وأشراف باريس، من أن تقوم ثورة أخرى تعصف بهم!
كما أن الرواية تحفل كثيرا بالمحاولات المضنية لإذابة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.
تجلى ذلك في الدفع بشباب متعلمين أذكياء، ليتولوا مقاليد الأمور في فرنسا، أمثال جوليان سورل ورفاقه.
هؤلاء، وان جاءوا من أصول فقيرة، وانتسبوا إلى طبقة العامة، إلا أنهم جميعا ينتمون إلى مدرسة نابليون بونابرت في العمل والحماس والشجاعة والإقدام.
رابط المفال :
http://www.middle-east-online.com/?id=199959
النقاد يرون أن رائعة ستندال توضع بجدارة في مصاف الأعمال الخالدة لأنها احتشدت بالعواطف الدقيقة والخلجات الداخلية الحارة.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: سمير المنزلاوي
همسات النفوس ولفتات العيون
هي رواية عظيمة كتبها الروائي الفرنسي الأعظم، ستندال (1783- 1842)، وهو اسم استعاره من بلدة ألمانية صغيره، أما اسمه الحقيقي فهو هنري بيل!
كان من أقدر كتاب القرن التاسع عشر، على تحليل النفس البشرية، ومراقبتها في شتى أطوارها.
وقد كتب النقاد عن ستندال، أنه يتسم بالذاتية، واستدلوا على ذلك من بعض عباراته:
"هل أتغير؟ إنها مغالطة كبيرة! أني أستسلم تماما لنقائصي ويجب على الإنسان أن يعرف نفسه معرفة دقيقة. وطريقة الوصول إلى ذلك أن يخضع نفسه لتحليل دقيق نزيه. وحينما يتم له هذا التحليل ينبغي عليه أن يتحمل كل نتائجه، بما تنطوي عليه من خير أو شر على حد سواء. على ألا يكتفي بتقبل هذه النتائج، بل يجب عليه أن يولع بها في لذة وقوة".
كتب ستندال "الأحمر والأسود" عام 1831، وعنوانها عجيب، لكنه يعكس الصراع خلال القرن الماضي بين النزعة الحربية (الأحمر) والكنسية (الأبيض).
بطل الرواية هو، جوليان سورل ابن نجار يقيم في (فريير). كان شابا طموحا، أعد نفسه ليكون قسا، لكنه بفعل طموحه أراد أن يصل إلى مكانة مدنية أو عسكرية كبرى!
وهكذا تتغير حياته عندما اختير معلما لأولاد السيد دي رينال عمدة "فريي". وقد أوشك على الزواج من ابنة المركيز دى لامول، إلا أن مدام رينال خليلته أوقعت به لدى المركيز. هنا يشتد غصبه فيطلق عليها الرصاص، لكنها لم تمت وحكم عليه بالإعدام.
يرى النقاد أن رائعة ستندال توضع بجدارة في مصاف الأعمال الخالدة لأنها احتشدت بالعواطف الدقيقة والخلجات الداخلية الحارة وهمسات النفوس ولفتات العيون.
يدفع الحب أبطال القصة إلى فعل أي شئ، ويأتون من الأعمال ما ينطوي على التضحية والشجاعة، لا يهتمون بالحزن والقلق، فالحب في عرفهم هو السعادة الحقيقية!
في منزل دى رينال، تعلم جوليان الحب على يد زوجته، إلا انه جلب اللعنة وعكر صفو الأسرة الهادئة.
هل كان جوليان سورل صورة صادقة لنابليون بونابرت، أدخله دي رينال قصره، فحطم حياة أهله!
وفى تطور سريع، يزج ستندال بجوليان في أتون السياسة والمؤامرات، فيشهد مناقشات عنيفة بين مشاهير الساسة والصحفيين ورجال المال.
كلف بمهمة سرية في انجلترا! هذه المهمة كانت لاستطلاع الأمور هناك والاستعانة بالانجليز، فلا تقوم في فرنسا ثورات جديدة تحطم مصالحهم وآمالهم!
وقد ادعى ستندال، أنه رغب في إلغاء صفحات كاملة لاحتوائها على مناقشات في السياسة! فرفض الناشر قائلا له:
"إن هذا ليس محمودا، خاصة وأن ما تكتبه ضرب من اللغو، فإذا لم يتوفر الظرف فيما تكتب، فقد حكمت عليه بالموت".
فأجابه ستندال:
- إن السياسة حجر يشد إلى عنق الأديب، فلا يلبث أن يغرقه في زمن لا يزيد عن ستة شهور! السياسة بين الإنتاج العقلي، كطلقة نارية وسط حفل موسيقى. هي ضجة مفزعة، لكنها ليست قاضية. فهي لا تلائم أي صوت من آلات الموسيقى، وهذه السياسة ستضايق نصف القراء ضيقا شديدا، وتوقعهم في السأم.
قال الناشر:
- إذا لم ترد السياسة على ألسنة أشخاص قصصك، فهم إذن ليسوا فرنسيين يعيشون في سنة 1830، ولن يكون كتابك مرآة للحوادث كما تزعم!
وقارئ "الأحمر والأسود"، قد لا يراها قصة حب فقط بين جوليان سورل ومدام دى رينال، لكنها ميدان للصراع بين نابليون، وأعدائه. بين الملكيين والجمهوريين، بين الأشراف والعامة.
ومظهر للخوف الشديد لدى نبلاء الريف وأشراف باريس، من أن تقوم ثورة أخرى تعصف بهم!
كما أن الرواية تحفل كثيرا بالمحاولات المضنية لإذابة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية.
تجلى ذلك في الدفع بشباب متعلمين أذكياء، ليتولوا مقاليد الأمور في فرنسا، أمثال جوليان سورل ورفاقه.
هؤلاء، وان جاءوا من أصول فقيرة، وانتسبوا إلى طبقة العامة، إلا أنهم جميعا ينتمون إلى مدرسة نابليون بونابرت في العمل والحماس والشجاعة والإقدام.
رابط المفال :
http://www.middle-east-online.com/?id=199959
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى