الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهم
صفحة 1 من اصل 1
الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهم
الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهم
كتاب الإمام الخرائطي يتعرض لأمراض القلوب ويصنفها تصنيفا دقيقا، ويصف العلاج لكل علة منها.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: سمير المنزلاوي
تَرَحَّمْ عَلَيْهِ إِنَّهُ قَبْرُ عَاشِقِ
كتاب "اعتلال القلوب" من الآثار الجامعة في التراث العربي، ومؤلفه الإمام الخرائطي، هو محمد بن جعفر بن سهل بن شاكر السامرى الخرائطى، من أهل السامرة بفلسطين (240 ـ 327هـ).
يتعرض الكتاب الممتع لأمراض القلوب ويصنفها تصنيفا دقيقا، ويصف العلاج لكل علة منها. وقد روى صاحبه في أجزائه الثمانية كثيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع كثيرا من الأشعار والأخبار والروايات والطرائف!
ومن أمثلة الموضوعات التي تعرض لها الخرائطي:
باب ذم الهوى وإتباعه، باب من عف في عشقه عن مواقعة الحرام، باب الافتخار بالعفاف، ذكر ضعف حيلة النساء، باب من منع النظر إلى حسن وجهه خشية الفتنة، باب ذكر فضيلة الجمال، باب الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهم، باب الاستراحة إلى البكاء والعجز عن حمل الهوى.
وسوف نختار باب "الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهما" كنموذج لأبواب الكتاب:
أنشدني محرز بن الفضل، لعبدالله بن المعتز:
مَرَرْتُ بِقَبْرٍ زَاهِرٍ وَسْطَ رَوْضَةٍ ** عَلَيْهِ مِنَ الأَنْوَارِ مِثْلُ النَّمَارِقِ
فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا؟ فَكَلِّمْنِي الثَّرَى ** تَرَحَّمْ عَلَيْهِ إِنَّهُ قَبْرُ عَاشِقِ
حدثني محمد بن أحمد بن محمد الوراق، قال سمعت عبد الله بن سهل الرازي، يقول:
- لو كان إلى من الأمر شيء ما عذبت العشاق، لأن ذنوبهم ذنوب اضطرار لا ذنوب اختيار.
حدثنا العباس بن الفضل قال:
- رفع إلى علي بن أبى طالب كرم الله وجهه بالكوفة، غلام من العرب قد أخذ في دار قوم بالليل!
- فقال له: ما قصتك؟
قال: يا أمير المؤمنين، لست بلص ولا سارق، ولكن أصدقك.
قال: هات.
فأنشد يقول:
تعلقت في دار الرياحى خودة (شابة ناعمة حسنة الخلق)
يذل لها من حسنها القمر البدر
لها من بيات الروم حسن ومنصب
إذا افتخروا بالحسن جانبها الحسن
فلما طرقت الباب من حر مهجة
أبيت وفيها من توقدها جمر
تنادر أهل الدار بى ثم صيحوا
هو اللص محتوما له القتل والأسر
قال: فلما سمع علي شعره، رقّ له وقال للرياحي وهو مهلب بن رياح اليربوعي:
- اسمح له بها ونعوضك منها.
قال: يا أمير المؤمنين سله من هو؟
قال الفتى: النهاس بن عيينة العجلي.
قال الرياحي: خذ بيدها، هي لك!
حدثني خالد الحزاء عن عكرمة عن ابن عباس، أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه خلفها يبكى، ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس:
يا عباس ألا تعجب من شدة حب مغيث لبريرة، وشدة بغض بريرة مغيثا؟
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لو راجعتيه فانه أبو ولدك.
قالت: يا رسول الله أتأمرني فأفعل.
قال: لا إنما أنا شافع.
عن عوانة بن الحكم، أن عمر بن أبى ربيعة كان قد ترك الشعر ورغب عنه، ثم خرج ليلة يطوف بالبيت، إذ نظر إلى امرأة ذات جمال تطوف.
وإذا رجل يتلوها، كلما رفعت رجلها وضع رجله موضع رجلها!
فجعل عمر ينظر إلى ذلك من أمرهما، فلما فرغت المرأة من طوافها تبعها الرجل هنيهة ثم رجع.
وثب إليه عمر وقال: لتخبرني عن أمرك.
قال: نعم، هذه المرأة هي ابنة عم لي وأنا لها عاشق، وليس لي مال، فخطبتها من عمي، فرغب عني وسألني عن المهر ما لا أقدر عليه! وإنما ألقاها عند الطواف، وحظي منها ما رأيت.
قال له عمر: ومن عمك؟
قال: فلان بن فلان.
فبادر إلى الرجل فقال: ما حاجتك؟
قال: تزوج ابنتك فلانة، من ابن أخيك فلان، والمهر الذي تسأله مساق لك من مالي.
قال: فأني فعلت.
قال عمر: أحب لا أبرح حتى يجتمعا.
فلم يبرح حتى جمعهما معا!
رابط المقال
http://www.middle-east-online.com/?id=200334
كتاب الإمام الخرائطي يتعرض لأمراض القلوب ويصنفها تصنيفا دقيقا، ويصف العلاج لكل علة منها.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: سمير المنزلاوي
تَرَحَّمْ عَلَيْهِ إِنَّهُ قَبْرُ عَاشِقِ
كتاب "اعتلال القلوب" من الآثار الجامعة في التراث العربي، ومؤلفه الإمام الخرائطي، هو محمد بن جعفر بن سهل بن شاكر السامرى الخرائطى، من أهل السامرة بفلسطين (240 ـ 327هـ).
يتعرض الكتاب الممتع لأمراض القلوب ويصنفها تصنيفا دقيقا، ويصف العلاج لكل علة منها. وقد روى صاحبه في أجزائه الثمانية كثيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع كثيرا من الأشعار والأخبار والروايات والطرائف!
ومن أمثلة الموضوعات التي تعرض لها الخرائطي:
باب ذم الهوى وإتباعه، باب من عف في عشقه عن مواقعة الحرام، باب الافتخار بالعفاف، ذكر ضعف حيلة النساء، باب من منع النظر إلى حسن وجهه خشية الفتنة، باب ذكر فضيلة الجمال، باب الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهم، باب الاستراحة إلى البكاء والعجز عن حمل الهوى.
وسوف نختار باب "الرحمة لأهل الهوى والجمع بينهما" كنموذج لأبواب الكتاب:
أنشدني محرز بن الفضل، لعبدالله بن المعتز:
مَرَرْتُ بِقَبْرٍ زَاهِرٍ وَسْطَ رَوْضَةٍ ** عَلَيْهِ مِنَ الأَنْوَارِ مِثْلُ النَّمَارِقِ
فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا؟ فَكَلِّمْنِي الثَّرَى ** تَرَحَّمْ عَلَيْهِ إِنَّهُ قَبْرُ عَاشِقِ
حدثني محمد بن أحمد بن محمد الوراق، قال سمعت عبد الله بن سهل الرازي، يقول:
- لو كان إلى من الأمر شيء ما عذبت العشاق، لأن ذنوبهم ذنوب اضطرار لا ذنوب اختيار.
حدثنا العباس بن الفضل قال:
- رفع إلى علي بن أبى طالب كرم الله وجهه بالكوفة، غلام من العرب قد أخذ في دار قوم بالليل!
- فقال له: ما قصتك؟
قال: يا أمير المؤمنين، لست بلص ولا سارق، ولكن أصدقك.
قال: هات.
فأنشد يقول:
تعلقت في دار الرياحى خودة (شابة ناعمة حسنة الخلق)
يذل لها من حسنها القمر البدر
لها من بيات الروم حسن ومنصب
إذا افتخروا بالحسن جانبها الحسن
فلما طرقت الباب من حر مهجة
أبيت وفيها من توقدها جمر
تنادر أهل الدار بى ثم صيحوا
هو اللص محتوما له القتل والأسر
قال: فلما سمع علي شعره، رقّ له وقال للرياحي وهو مهلب بن رياح اليربوعي:
- اسمح له بها ونعوضك منها.
قال: يا أمير المؤمنين سله من هو؟
قال الفتى: النهاس بن عيينة العجلي.
قال الرياحي: خذ بيدها، هي لك!
حدثني خالد الحزاء عن عكرمة عن ابن عباس، أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه خلفها يبكى، ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس:
يا عباس ألا تعجب من شدة حب مغيث لبريرة، وشدة بغض بريرة مغيثا؟
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لو راجعتيه فانه أبو ولدك.
قالت: يا رسول الله أتأمرني فأفعل.
قال: لا إنما أنا شافع.
عن عوانة بن الحكم، أن عمر بن أبى ربيعة كان قد ترك الشعر ورغب عنه، ثم خرج ليلة يطوف بالبيت، إذ نظر إلى امرأة ذات جمال تطوف.
وإذا رجل يتلوها، كلما رفعت رجلها وضع رجله موضع رجلها!
فجعل عمر ينظر إلى ذلك من أمرهما، فلما فرغت المرأة من طوافها تبعها الرجل هنيهة ثم رجع.
وثب إليه عمر وقال: لتخبرني عن أمرك.
قال: نعم، هذه المرأة هي ابنة عم لي وأنا لها عاشق، وليس لي مال، فخطبتها من عمي، فرغب عني وسألني عن المهر ما لا أقدر عليه! وإنما ألقاها عند الطواف، وحظي منها ما رأيت.
قال له عمر: ومن عمك؟
قال: فلان بن فلان.
فبادر إلى الرجل فقال: ما حاجتك؟
قال: تزوج ابنتك فلانة، من ابن أخيك فلان، والمهر الذي تسأله مساق لك من مالي.
قال: فأني فعلت.
قال عمر: أحب لا أبرح حتى يجتمعا.
فلم يبرح حتى جمعهما معا!
رابط المقال
http://www.middle-east-online.com/?id=200334
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى