عقوبة السلب عند الصوفية
صفحة 1 من اصل 1
عقوبة السلب عند الصوفية
لدى شيوخ الصوفية الكبار ، عقوبات متدرجة لأخطاء المريدين . وهم يضعون قانونا صارما للطاعة العمياء ، فيكون المريد بين يدي
شيخه ، كالميت بين يدي غاسله !
من تلك العقوبات : الهبوط ، ويعنى السقوط من مقام أعلى إلى مقام أدنى ، و الطرد ، تطبيقا لقاعدة : (من اعترض انطرد )! والزجر بمعنى اللوم الثقيل .
تبقى عقوبة السلب ، أعجب العقوبات ، و أكثرها تماسا مع التكنولوجيا الحديثة !
فالشيخ إذا أراد سلب مريد أو معارض ، فما عليه إلا القبض على ذاكرته ، بكل ما تحوى من أفكار ومعلومات . يصير عقل المسلوب صفحة بيضاء ، كالطفل الصغير ، لا يدرى من أمره شيئا !
هل يحوى العقل جهازا للتخزين ، يشبه الفلاشه
، يعرفه الشيخ ، ويخرجه بكل ما فيه ؟
ربما يكون الحديث غريبا ،يقترب من الخرافات ، لكنه يتردد في كتب المتصوفة .
هناك حكايات كثيرة وردت عن مسلوبين ، عانوا معاناة شديدة ، حتى أعيدت لهم ذاكرتهم !
من أشهر هؤلاء ، محمد بن هارون ، صاحب الضريح والمسجد المسمى باسمه ، في قرية سنهور المدينة ، من أعمال مدينة دسوق !وقد وردت فصته ، في الطبقات الكبرى للشعراني .
ملخصها أنه كان فقيه المنطقة ، ومفتيها ، وإمامها. عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع ، يخرج المصلون عن بكرة أبيهم ، لتوصيله إلى منزله توقيرا لعلمه . عندما يدخل ويغلق الباب ينصرفون !
في إحدى الجمع ، سار ، ومن خلفه الأهالي ، وقبيل الوصول إلى البيت ، رأى شابا جالسا ، ممدا رجليه في وجه الموكب .
قال الشيخ لنفسه :
- كيف لهذا الجاهل أن يجلس هكذا في طريقي ؟ أما كان حريا به أن يقف احتراما ، ويقبل يدي ؟
لم يكن يعرف ، أن الشخص الذي ظنه مغفلا ، هو (قزمان) القطب الكبير ، يطوف البلاد بقرد يلعب به ، ويحصل على رزقه من المشاهدين!
دخل محمد بن هارون إلى خلوته ، و أراد أن يقرأ شيئا من القرآن ، لكنه لم يجد لديه كلمة واحدة ، وهو الحافظ لكتاب الله منذ الصغر!
شعر بالقلق ، وتطور شعوره إلى خوف شديد ، عندما أراد مراجعة مسألة فقهية معروضة عليه !
لم يجد في ذهنه أي علم من العلوم الذي قضى عمره في تحصيلها !
أدرك أنه سلب ، وأن الغلام الممدد الرجلين ، قرأ أفكاره ، وعاقبه !
خرج الرجل ، يسأل عن الشاب القراد ، فأخبروه أنه عاد إلى الرميلة في القاهرة !
لم يكن لديه اختيار ، رحل وراء علمه الضائع ، حتى وصل إلى
الرميلة . كان الرجل يلعب بالقرد ، وحوله يزدحم المتفرجون .
ظل واقفا ، والحزن يضغط على أعصابه ، ويجعله كمن يصارع الأمواج العاتية !
في النهاية انصرف الجميع ، ولمحه ( قزمان ) فأشار إليه أن يقترب .
تقدم ابن هارون بخطوات مرتبكة ، والعرق يسيل على جبينه ، فقال له بهدوء :
- لماذا تظن نفسك أفضل من الناس ؟
أجاب على الفور :
- تبت إلى الله من هذا الذنب ، ولن أعود .
ابتسم القراد وقال له بثقة :
- اذهب إلى الحائط الذي كنت اجلس تحته ، ونادي يا أم عطية ، تخرج لك سحلية ، فقل لها إن خاطر قزمان قد طاب ، فأعيدي لي علمي !
يعود مسرعا إلى سنهور المدينة ، فيقف بجوار الحائط ، وينادى بما لقنه . تخرج السحلية ، وتنفخ في وجهه ، فيعود إليه ما فقده !
تنتهي القصة ، بابن هارون يحدث نفسه :
- إن علما يوضع في بطن سحلية ، لا يستحق أبدأ أن أفتخر به !
الرابط
http://www.itfarrag.com/Articles/Details/17798#.VKp1w70-HdA.facebook
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى