عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النقد الفطري

اذهب الى الأسفل

النقد الفطري Empty النقد الفطري

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 9:42 pm

النقد الفطري _2004760


كان ملك الصين منذ زمن بعيد، يقيم مسابقة سنوية في الرسم!

في الوقت المحدد لها يزحف الفنانون، من شتى بقاع المملكة، ليقيموا في القصر.. ينهمكون في رسم أعمالهم بخامات مجانية، ثم يعرضون لوحاتهم في الساحة الكبيرة.

الغريب أن لجنة التحكيم التي تمنح الجائزة الكبرى، لم تكن من كبار الفنانين، أو النقاد المتخصصين!، بل تتكون من جميع سكان مملكة الصين المترامية الأطراف!.

كان شرط الفوز، ألا يعثر أحدهم على عيب واحد في اللوحة الفائزة!.

في العام الذي حدثت فيه حكايتنا المثيرة، علقت اللوحات، ووقف رجال القصر يستمعون من بعيد إلى كلمات النقد، وصيحات الإعجاب.

جاءت وفود من كل حدب وصوب، وامتلأت ساحات القصر، وارتفعت الأصوات، وأرهفت الآذان إلى النقد الفطري، الخارج من القلب!.

طيلة خمسة وعشرين يومًا، صار في حكم المقرر، فوز لوحة العصفور الذي وقع على سنبلة القمح!.

أبدى الجميع إعجابهم بالتصوير البديع، والألوان الطبيعية، والإتقان القريب من الإعجاز.. كانوا يتحسسون العصفور، والسنبلة بأيديهم، ليتأكدوا أنه مجرد صورة، وليس طائرًا حقيقيًا، يوشك أن ينطلق! لم يبد شخص واحد كلمة نقد أو يعثر على عيب.

حصل الفنان صاحب اللوحة، على إعجاب منقطع النظير. لم يكد يهنأ بالنوم لحظات، لأن المعجبين كانوا يقتحمون مخدعه، ويرمقونه بكل احترام، دون أن ينطقوا كلمة واحدة!.

أبلغ الرجال مليكهم بما يجرى في الساحة. طلب أن يخلوها لمدة ساعة، ليتفرج على اللوحة!.

حين رآها، خرجت من شفتيه آهة، لم يستطع منعها. امتدت يده، كما امتدت أيدي الرعية، فمس العصفور، وشعر برعشة تحتويه!.

لم يبق في عمر المسابقة، سوى خمسة أيام. بعدها ستتزين العاصمة، وتمتلئ بالزائرين.

استعد الفنان المحظوظ، القادم من قرية جبلية لتسلم الجائزة.

كان يحلم بالمجد والشهرة، ويحدث نفسه بأنهما تأخرًا طويلًا.

كاد ينفذ ما نصحه به الأصدقاء، من ترك الجبل والحياة المملة.

هنا في العاصمة، سيكون من الخاصة، بعدما ظهرت عبقريته!.

سيحظى بالمال والشهرة والنساء الجميلات، وسيتهافت الأمراء والنبلاء على لوحاته.

في اليوم الأخير، بدأ العمال يستعدون لإنزال اللوحات، وخف إقبال الرواد إلى حد بعيد.

وقف الفنان، يتلقى التهنئة، ويسمع كلمات الإطراء، لكن شيئًا خطيرًا حدث فجأة، وغير كل شيء!.

دخل الساحة تاجر، عليه آثار السفر. وقف يتأمل اللوحات، دون أن يبدو عليه أدنى اهتمام.

أسرع المراقبون يقتربون منه، ويشيرون إلى لوحة العصفور والسنبلة، قائلين:

- أيها المواطن، تلك اللوحة نالت معظم الدرجات، هيا اقترب وقل لنا، هل يوجد فيها عيب؟.

كان الفنان يرقب من بعيد، وقد تسارعت دقات قلبه، وهو يتابع التاجر الناقد.

قلب عينيه، وتفرس في الصورة والألوان، طال الوقت، وسيطر القلق، لكنه رفع رأسه فجأة، وقال بثبات:

- للأسف، وقع الرسام في خطأ كبير!

التف حوله الفنان والمراقبون وبعض الموجودين، وصاحوا بصوت واحد مملوء بالفضول:

- ما هو أيها المواطن؟

قال بنفس الثبات:

- كيف يسقط عصفور بهذا الحجم، على سنبلة نحيلة ، ثم لا تنحني؟

رابط الخبر :
http://www.itfarrag.com/Articles/Details/16425#.VJgqDr_C2Co.facebook

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى