عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا أحــــــــــــــــد

اذهب الى الأسفل

لا أحــــــــــــــــد Empty لا أحــــــــــــــــد

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 8:41 pm

لا أحد
اثر شفائي من مرض عضال ، صرت أرى الحزن والفرح بعيني .
الحزن يمرق ويدخل كالمكوك ، دخانا أسود . رائحته تشبه رائحة طعام فاسد ، أوقمامة مختمرة !
يتنقل بين العمارات ، بلا توقف . حين يهبط بعض السكان ، ألمحه
يصحبهم ناشبا مخالبه في قلوبهم . يعود فيتسلى بهم في الغرف والصالات والحمامات!
تنكشف لي توا أسباب إقامته في المكان : صدمة ، فشل ، فاقة ، فقد !
يحرك لسانه يمينا ويسارا ليسخر منى ، لكنني أتماسك ، و أوبخه :
- كيف تسول لك نفسك ، أن تتقوت بالألم ؟
يزمجر كالرعد ، ويحاول أن يدخل عيني ! أغمض و أبتعد .
أما الفرح فيخرج نسيما أزرق هادئا ، برائحة زهر القرنفل!
لكن أسبابه تحجب عنى !
يغيب طويلا في نزهات بعيدة ، ثم يتلكأ في العودة! ألوح له مستحثا ، فينظر لي بدهشة ، أطمئنه :
- إنها إحدى نعم الله على .
منذ أسبوعين ، يحتلني ذلك الدخان الأسود الذي ينبع من جميع منافذ العمارات .
يغزو مسالك جسدي بقذارته و عويله . سرت محاولا سد أنفى حتى الاختناق!
في عيادة الطبيب ، اعترفت له بما أعانى :
- أسبوعان يا سيدي أتنفس السخام ، وتمتلئ ذاكرتي بالكوارث !لا أثر للنسيم الأزرق .
- جرب منطقة أخرى ! ولا تذكر ذلك للعامة !
غرقت بعيدا في قاع المدينة أسبوعين آخرين ، نكهة الطعام الفاسد والقمامة المختمرة في كل مكان . تمرق لتتجمع فوق البيوت .
تتداخل في دوائر كما يتداخل الجن وقت التلذذ !تعود على الفور ،لتنشب مخالبها في قلوب الناس !
أجلس في مدخل عمارة حديثة . أفرغ معدتي بعنف .
من نافذة عالية مغلقة ، لمحت النسيم الهادئ ينسل أنيقا ، معطرا .
أفقت قليلا ، أردت معاتبته :
- ما أقل مكثك !
مضى في جلال . تابعته بعينى وهو يبتعد . كانت آثار عطره ترد روحي .
أتقيم في تلك الشقة العالية ، دون بقية المدينة الفسيحة؟
رفعت بصري . النوافذ مغلقة ، وكذلك الشرفات .
لابد من رؤية سكانها !إنهم كنز .
سأصعد على قدمي مسترشدا بالرائحة .
أمام الشقة وقفت مبهورا . دقائق مرت ، حتى استجمعت شجاعتي وقرعت الجرس .
يأتيني صوت الرنين في الداخل ، متواصلا يجلجل . اصبعى أصابه الخدر .
أردت أن أنصرف ، لا أستطيع !
بدأت أضرب الباب بقبضتي ، ثم بقدمي حتى ارتعش . الصوت الأجش المكتوم ، يتبدد في بحيرة الصمت . أعصابي خيوط مشتعلة .
أركله بكل قوتي :
- يا من هنا !

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى