عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أتغضب أن يقال أبوك عف؟

اذهب الى الأسفل

أتغضب أن يقال أبوك عف؟ Empty أتغضب أن يقال أبوك عف؟

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 7:30 pm

أتغضب أن يقال أبوك عف؟ _2004753
بقلم: سمير المنزلاوي



وأشهد أن رحمك من زياد ** كرحم الفيل من ولد الأتانِ


قاتل الله السياسة! فقد أزالت الحد الفاصل بين المنطق واللامعقول! وجعلت رجلا كمعاوية بن أبي سفيان، المعتز بأبيه ونسبه، يمرغ سمعة ذلك الأب في وحل المصلحة!

وأصل القصة أن زياد بن أبيه، كان داهية في ضبط البلاد التي تولاها. وكان محك النجاح في تلك الأيام، القمع الرهيب والتنكيل الذريع! وقد قام بهما على خير وجه.

أراد معاوية أن يضمن بقاءه إلى جواره، وأن يطمئن لولائه المطلق!

أدرك أن المال والجاه وحدهما، لا يضمنان ثبات الإنسان على مبدئه، خاصة لشخص في طموح وجموح زياد.

هنا تأتي الفكرة العبقرية، التي لا تستطيع أعتى أجهزة المخابرات أن تصل إليها الآن!

إن نقطة الضعف الوحيدة لدى زياد، هي نسبه المفقود، فلا يعرف له أب، ومن ثم أطلق عليه: ابن أبيه.

وانتشرت بين الناس مقولة، لا شك أنها صكت سمع صاحبها، فأرقته، وأججت عواطفه:

"لو عرف زياد أباه، لساق العرب بعصاه"، لماذا لا يسوق العرب لمصلحتنا؟

هكذا فكر معاوية، داهية العرب! لأعطه ما يفتقده، ليكن زياد بن أبى سفيان!

وتبدأ أبواق القصر في إذاعة أخبار عن التوصل إلى نسب زياد الحقيقي!

إنه زياد بن أبي سفيان بن حرب، من قلب شجرة بني أمية العريقة، وشقيق أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان!

لكن الأمر يحتاج إلى تخطيط. وقد يترتب عليه الإساءة إلى كبير الأمويين: أبي سفيان!

لا بأس، الفائدة أكبر، وليس أبو سفيان أول الزناة! يورد المسعودي المشهد كاملا في الجزء الثالث من مروج الذهب:

يرسل له القصر، المغيرة بن شعبة ليجس نبضه، فيقول له:

أرى أن تنقل أصلك إلى أصله، وتصل حبلك بحبله وأن تعير الناس منك أذنا صماء.

هنا، يدعى التردد فيقول:

يا ابن شعبة، أأغرس عودا في غير منبته ولا مدرة (قرية والمقصود بيت) فتحييه ولا عرق فيسقيه؟

لكنه سرعان ما يقبل، وتبدأ المراسم. أرسلت إليه جويرية بنت أبي سفيان فأتاها، فأذنت له وكشفت عن شعرها وقالت: أنت أخي، أخبرني بذلك أبو مريم السلولي.

بعد ذلك أخرجه معاوية للناس فقام أبومريم السلولي، يحكى بالتفصيل كيف زنا أبوسفيان بسمية، أم زياد! حتى أن زيادا نفسه نفر من القصة وقال مغضبا:

مهلا يا أبا مريم إنما جئت شاهدا ولم تأت شاتما!

لكنه أكمل!

وكان الشعر أسرع ضيقا بما حدث، فانبرى يزيد بن مفرغ الحميري يتعجب ويسخر:

ألا أبلغ معاوية بن حرب ** مغلغلة عن الرجل اليماني

أتغضب أن يقال أبوك عف ** وترضى أن يقال أبوك زاني؟

وأشهد أن رحمك من زياد ** كرحم الفيل من ولد الأتانِ

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى