عقدة شهريار
صفحة 1 من اصل 1
عقدة شهريار
شهريار يدرك أخيرا أن خيانة امرأة أو امرأتين، لا تعني أبدا فساد النساء جميعا، وأن المرأة والعفريت كانا صناعة شيطانية ليزداد ولوغا في الدم.
بقلم: سمير المنزلاوي
تأسره بالحكي الشيق والحوادث العجيبة
اشتهر الملك شهريار، بعدم ثقته في جنس النساء!
لذا كان يتزوج ما يطيب له منهن، ثم يقتلهن بعد الليلة الأولى!
لماذا كان الملك يشك في حواء؟
لم يشغل الكثيرون بالهم بهذا السؤال الهام!
إن لذلك قصة أخرى وردت في مقدمة الجزء الأول من "ألف ليلة وليلة". فقد عزم على زيارة مملكة شقيقه الأصغر، شاه زمان التي تبعد أياما عن مملكته.
لكنه بعد أن قطع بحاشيته مسافة قصيرة، تذكر هدية نسيها في غرفة نومه!
عاد وحده مسرعا، حيث فوجئ بزوجته التي يحبها بجنون، في أحضان عبد أسود!
جرد سيفه وقتلهما وعاد مكروبا، يكاد قلبه ينفطر حزنا.
في قصر شقيقه، عاش شاردا، لا يجد لديه رغبة في طعام أو شراب أو صيد.
ظن شاه زمان أن تغير الجو والمكان أثرا عليه، وأنه لن يلبث إلا قليلا، ثم يعود إلى طبيعته!
ذات يوم ألح عليه أن يصحبه في رحلة صيد، لكنه رفض، وفضل البقاء.
بعد قليل شعر بحرارة الجو، فخرج إلى الشرفة المطلة على الحديقة. لم يكد يصدق عيناه حين رأى زوجة أخيه، تمارس الرزيلة بين الأشجار مع عبد من عبيدها!
وعندما جاء أخوه اخبره بما حدث، فقتل الزوجة الخائنة والعبد.
في رواية تقترب من الفانتازيا، يسيران في البرية على غير هدى، بفعل الصدمة. تلقي لهما الأقدار بامرأة سباها عفريت مارد. كانت تجلس تحت شجرة، ورأس العفريت في حجرها، فيما يرتفع شخيره كالذبيحة!
شعرا بالفزع، وصعدا فوق الشجرة، فأشارت لهما أن اهبطا! وفي غمرة الهلع، تضع المرأة رأس الجني على الأرض، وتطالبهما بالوقاع.
في النهاية تأخذ من كل واحد خاتمه، وتعرض عليهما طائفة من الخواتم لرجال سبقوهما!
تأتي الخاتمة لتلخص المغزى، فالمرأة الجريئة تشيعهما بكلمات تزرع فيهما الشك الأزلي في حواء، حيث قالت:
- إن المرأة إذا أرادت أن تفعل شيئا، فلا يمكن لمخلوق أن يمنعها، ولو كان عفريتا!
وهكذا عاد شهريار إلى مملكته، لينتقم، ويريق دماء الفتيات، ويضج الخلق من عقدة الملك الدموية. لكن أحدا لا يجرؤ على المعارضة، بل يزف الرجل ابنته إليه، ومعها كفنها وحنوطها!
في نهاية المطاف، تظهر المخلصة شهر زاد المثقفة الخبيرة، فتأسره بالحكي الشيق والحوادث العجيبة. تتفوق الثقافة على قاهرة العفريت. فلا تطاوعه نفسه أن يقتل مصدر متعته وراحة نفسه المعذبة.
لا بد أنه وكل بها من يراقبها في كل حركة وسكنه، فضلا عن مراقبته الشخصية لها فى ليلها ونهارها.
أدرك أخيرا أن خيانة امرأة أو امرأتين، لا تعنى أبدا فساد النساء جميعا، وأن المرأة والعفريت كانا صناعة شيطانية ليزداد ولوغا في الدم.
ويقع الملك في غرام الراوية الجميلة، ولا بد أنهما عاشا في التبات والنبات وأنجبا الصبيان والبنات، وكسبنا نحن تلك الليالي الرائعة التي تسمى "ألف ليلة وليلة".
بقلم: سمير المنزلاوي
تأسره بالحكي الشيق والحوادث العجيبة
اشتهر الملك شهريار، بعدم ثقته في جنس النساء!
لذا كان يتزوج ما يطيب له منهن، ثم يقتلهن بعد الليلة الأولى!
لماذا كان الملك يشك في حواء؟
لم يشغل الكثيرون بالهم بهذا السؤال الهام!
إن لذلك قصة أخرى وردت في مقدمة الجزء الأول من "ألف ليلة وليلة". فقد عزم على زيارة مملكة شقيقه الأصغر، شاه زمان التي تبعد أياما عن مملكته.
لكنه بعد أن قطع بحاشيته مسافة قصيرة، تذكر هدية نسيها في غرفة نومه!
عاد وحده مسرعا، حيث فوجئ بزوجته التي يحبها بجنون، في أحضان عبد أسود!
جرد سيفه وقتلهما وعاد مكروبا، يكاد قلبه ينفطر حزنا.
في قصر شقيقه، عاش شاردا، لا يجد لديه رغبة في طعام أو شراب أو صيد.
ظن شاه زمان أن تغير الجو والمكان أثرا عليه، وأنه لن يلبث إلا قليلا، ثم يعود إلى طبيعته!
ذات يوم ألح عليه أن يصحبه في رحلة صيد، لكنه رفض، وفضل البقاء.
بعد قليل شعر بحرارة الجو، فخرج إلى الشرفة المطلة على الحديقة. لم يكد يصدق عيناه حين رأى زوجة أخيه، تمارس الرزيلة بين الأشجار مع عبد من عبيدها!
وعندما جاء أخوه اخبره بما حدث، فقتل الزوجة الخائنة والعبد.
في رواية تقترب من الفانتازيا، يسيران في البرية على غير هدى، بفعل الصدمة. تلقي لهما الأقدار بامرأة سباها عفريت مارد. كانت تجلس تحت شجرة، ورأس العفريت في حجرها، فيما يرتفع شخيره كالذبيحة!
شعرا بالفزع، وصعدا فوق الشجرة، فأشارت لهما أن اهبطا! وفي غمرة الهلع، تضع المرأة رأس الجني على الأرض، وتطالبهما بالوقاع.
في النهاية تأخذ من كل واحد خاتمه، وتعرض عليهما طائفة من الخواتم لرجال سبقوهما!
تأتي الخاتمة لتلخص المغزى، فالمرأة الجريئة تشيعهما بكلمات تزرع فيهما الشك الأزلي في حواء، حيث قالت:
- إن المرأة إذا أرادت أن تفعل شيئا، فلا يمكن لمخلوق أن يمنعها، ولو كان عفريتا!
وهكذا عاد شهريار إلى مملكته، لينتقم، ويريق دماء الفتيات، ويضج الخلق من عقدة الملك الدموية. لكن أحدا لا يجرؤ على المعارضة، بل يزف الرجل ابنته إليه، ومعها كفنها وحنوطها!
في نهاية المطاف، تظهر المخلصة شهر زاد المثقفة الخبيرة، فتأسره بالحكي الشيق والحوادث العجيبة. تتفوق الثقافة على قاهرة العفريت. فلا تطاوعه نفسه أن يقتل مصدر متعته وراحة نفسه المعذبة.
لا بد أنه وكل بها من يراقبها في كل حركة وسكنه، فضلا عن مراقبته الشخصية لها فى ليلها ونهارها.
أدرك أخيرا أن خيانة امرأة أو امرأتين، لا تعنى أبدا فساد النساء جميعا، وأن المرأة والعفريت كانا صناعة شيطانية ليزداد ولوغا في الدم.
ويقع الملك في غرام الراوية الجميلة، ولا بد أنهما عاشا في التبات والنبات وأنجبا الصبيان والبنات، وكسبنا نحن تلك الليالي الرائعة التي تسمى "ألف ليلة وليلة".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى