قصة المؤذن أبي محذوره العجيبة
صفحة 1 من اصل 1
قصة المؤذن أبي محذوره العجيبة
قصة المؤذن أبي محذوره العجيبة
المعلم الأكبر، محمد صلى الله عليه وسلم كان يفكر بطريقة أخرى تماما، وكانت على شفتيه ابتسامة واسعة أوقفت الصحابة المتحفزين لتأديب الساخر!
بقلم: سمير المنزلاوي
وبقي مؤذن مكة حتى مات
في غمرة انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بتنظيم الجيش عقب العودة من حنين، يحدث أمر عجيب!
الغزوة كانت زلزالا كاد يعصف بالمسلمين، وعاتب القرآن الكريم الصحابة:
"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتتم مدبرين" (التوبة – 25).
أمر النبي بلالا مؤذنه أن يؤذن للصلاة، وارتفع الصوت الحنون يملأ أرجاء الوادي، ويغسل النفوس المضطربة من شدة الإخفاق!
هنا يقع الأمر العجيب الذي أشرنا إليه!
يرتفع صوت من بين الأحراش مقلدا بسخرية شديدة الأذان الذي يرفعه بلال!
احتل الضيق وجوه الصحابة، وزادهم غضبا على غضبهم، وكاد بعضهم يقفز ليفتك بذلك الماجن!
في نفس الوقت كان المعلم الأكبر، محمد صلى الله عليه وسلم يفكر بطريقة أخرى تماما، وكانت على شفتيه ابتسامة واسعة أوقفت الصحابة المتحفزين لتأديب الساخر!
كان يعجب من حلاوة الصوت، وروعته.
في وسط الصعوبات والبلبلة والخسارة، يتوقف أمام موهبة بين الأحراش، لا يرى صاحبها ولا يعرفه.
نسي أنه يسخر من المسلمين، ويتهكم على الأذان المقدس.
تذكر فقط أن ثمة شخصا يمتلك قدرة عالية، ومن حقه أن يظهرها ويثاب عليها.
ينادى الرسول صلى الله عليه وسلم على الغلام، فيأتي خائفا وجلا، ليفاجأ بالعظيم محمد يبتسم ويربت على كتفه.
ويطلب منه أن يؤذن فلا يعرف، لأنه كان يكرر وراء بلال فقط!
فيعلمه كلمات الأذان ويسمعها منه، ويعتمده مؤذنا.
ولنقف لنرى ماذا يقول الذهبي عن الواقعة في سير أعلام النبلاء:
"يقول أبو محذوره – وهو سمير بن عمير بن لوزان بن سعد، كنت مع أصحابي عاشر عشرة من مكة نلعب قرب مكة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عائدون من غزوة حنين، فلما اقترب منا طلب من أصحابه أن يستريحوا في هذا المكان، ثم طلب من المؤذن أن يؤذن في الناس إلى الصلاة. وانطلق صوت بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يملأ جنبات الوادي، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستعدون للصلاة.
في هذا الوقت كنت لا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فرحت أسخر مع أصحابي من أذان المؤذن بترديد ما يقوله بلال. وارتفع صوتي عاليا وأنا أردد ما يقوله المؤذن مستهزئا، فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت. فأرسل إلينا فأذنا رجلا رجلا، فكنت آخرهم.
وفى رواية أخرى: فأرسل في طلبنا، فلما وقفنا بين يديه خفنا منه، فكنت أكثر خوفا.
فقال صلى الله عليه وسلم وقد ملأت الابتسامة وجهه:
- أيكم سمعت صوته وقد ارتفع بالأذان قبل قليل؟
أشار أصحابي كلهم إلى، فقال: أما أنتم أيها الشبان ارجعوا، وابق أبا محذورة في مكانك.
خفت خوفاً شديداً، حتى كاد قلبي يسقط على الأرض من شدة الخوف، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلي وتبسم، ومرر يده الشريفة على رأسي وصدري، فزال ما بي من خوف. ثم طلب مني أن أؤُذن في المسلمين بعد أن علمني الأذان.
ودخل حب رسول الله قلبي فلم يعد يتسع لأحد بعده! وفي رواية يقول: "فقمت، ولا شيء أكره إليَّ من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا مما يأمرني به، فقمت بين يديه، فألقى علي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر. فذكر الأذان، ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصيتي، ثم من بين ثديي، ثم على كبدي، حتى بلغت يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سرتي، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم “بارك الله فيك، وبارك الله عليك”، فقلت: يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة، قال “قد أمرتك به”. وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – من كراهة، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبقي مؤذن مكة حتى مات.
رابط الخبر :
http://www.middle-east-online.com/?id=197870
المعلم الأكبر، محمد صلى الله عليه وسلم كان يفكر بطريقة أخرى تماما، وكانت على شفتيه ابتسامة واسعة أوقفت الصحابة المتحفزين لتأديب الساخر!
بقلم: سمير المنزلاوي
وبقي مؤذن مكة حتى مات
في غمرة انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بتنظيم الجيش عقب العودة من حنين، يحدث أمر عجيب!
الغزوة كانت زلزالا كاد يعصف بالمسلمين، وعاتب القرآن الكريم الصحابة:
"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتتم مدبرين" (التوبة – 25).
أمر النبي بلالا مؤذنه أن يؤذن للصلاة، وارتفع الصوت الحنون يملأ أرجاء الوادي، ويغسل النفوس المضطربة من شدة الإخفاق!
هنا يقع الأمر العجيب الذي أشرنا إليه!
يرتفع صوت من بين الأحراش مقلدا بسخرية شديدة الأذان الذي يرفعه بلال!
احتل الضيق وجوه الصحابة، وزادهم غضبا على غضبهم، وكاد بعضهم يقفز ليفتك بذلك الماجن!
في نفس الوقت كان المعلم الأكبر، محمد صلى الله عليه وسلم يفكر بطريقة أخرى تماما، وكانت على شفتيه ابتسامة واسعة أوقفت الصحابة المتحفزين لتأديب الساخر!
كان يعجب من حلاوة الصوت، وروعته.
في وسط الصعوبات والبلبلة والخسارة، يتوقف أمام موهبة بين الأحراش، لا يرى صاحبها ولا يعرفه.
نسي أنه يسخر من المسلمين، ويتهكم على الأذان المقدس.
تذكر فقط أن ثمة شخصا يمتلك قدرة عالية، ومن حقه أن يظهرها ويثاب عليها.
ينادى الرسول صلى الله عليه وسلم على الغلام، فيأتي خائفا وجلا، ليفاجأ بالعظيم محمد يبتسم ويربت على كتفه.
ويطلب منه أن يؤذن فلا يعرف، لأنه كان يكرر وراء بلال فقط!
فيعلمه كلمات الأذان ويسمعها منه، ويعتمده مؤذنا.
ولنقف لنرى ماذا يقول الذهبي عن الواقعة في سير أعلام النبلاء:
"يقول أبو محذوره – وهو سمير بن عمير بن لوزان بن سعد، كنت مع أصحابي عاشر عشرة من مكة نلعب قرب مكة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عائدون من غزوة حنين، فلما اقترب منا طلب من أصحابه أن يستريحوا في هذا المكان، ثم طلب من المؤذن أن يؤذن في الناس إلى الصلاة. وانطلق صوت بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يملأ جنبات الوادي، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستعدون للصلاة.
في هذا الوقت كنت لا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فرحت أسخر مع أصحابي من أذان المؤذن بترديد ما يقوله بلال. وارتفع صوتي عاليا وأنا أردد ما يقوله المؤذن مستهزئا، فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت. فأرسل إلينا فأذنا رجلا رجلا، فكنت آخرهم.
وفى رواية أخرى: فأرسل في طلبنا، فلما وقفنا بين يديه خفنا منه، فكنت أكثر خوفا.
فقال صلى الله عليه وسلم وقد ملأت الابتسامة وجهه:
- أيكم سمعت صوته وقد ارتفع بالأذان قبل قليل؟
أشار أصحابي كلهم إلى، فقال: أما أنتم أيها الشبان ارجعوا، وابق أبا محذورة في مكانك.
خفت خوفاً شديداً، حتى كاد قلبي يسقط على الأرض من شدة الخوف، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلي وتبسم، ومرر يده الشريفة على رأسي وصدري، فزال ما بي من خوف. ثم طلب مني أن أؤُذن في المسلمين بعد أن علمني الأذان.
ودخل حب رسول الله قلبي فلم يعد يتسع لأحد بعده! وفي رواية يقول: "فقمت، ولا شيء أكره إليَّ من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا مما يأمرني به، فقمت بين يديه، فألقى علي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التأذين هو بنفسه، فقال: قل: الله أكبر الله أكبر. فذكر الأذان، ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصيتي، ثم من بين ثديي، ثم على كبدي، حتى بلغت يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سرتي، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم “بارك الله فيك، وبارك الله عليك”، فقلت: يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة، قال “قد أمرتك به”. وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – من كراهة، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبقي مؤذن مكة حتى مات.
رابط الخبر :
http://www.middle-east-online.com/?id=197870
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى