عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القص واللصق فى رواية طائر الشوك /بقلم سميرالمنزلاوى

اذهب الى الأسفل

القص واللصق فى رواية طائر الشوك /بقلم سميرالمنزلاوى Empty القص واللصق فى رواية طائر الشوك /بقلم سميرالمنزلاوى

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 5:24 pm

لماذا يتجشم الكاتب الصعاب ليكتب رواية ؟
إنها صعاب كالجبال ، ولا بد لمن يتصدى أن يكون مدفوعا بحالة مسيطرة جبارة من المخاض الفني ، ومسلحا بمشروع جمالي ولغوى وفكري وخيالي !
لابد أن يبدو مخضبا بدم المعاناة والقنص ، مبهور الأنفاس وراء
الفرائس العصية !
فهل ينطبق ذلك كله على رواية : طائر الشوك التي تجاوزت الستمائة صفحة؟
هل كتبها أحمد ماضي بعد أن عاشها وتعايش مع شخوصها ولغتها وتفاعلاتها الفنية ؟
هل كانت لديه خطة واضحة عندما أمسك القلم ليكتب به كل هذا الكم الهائل من الكلام ؟
أم أن تلك الرواية وللوهلة الأولى ، رحلة مضنية في قنطار من الخشب ودرهم من الحلاوة كما يقول العقاد !
الحقيقة أن الرواية بدأت في حيز ضيق ، ومن خلال صورة مكررة في الريف المصري ، هي صورة الخال الذي حرم أخواته البنات من ميراثهن واستمتع به مع زوجته وابنته !
ولنر كيف استهل الكاتب هذا المشهد المؤسس للرواية كلها :
( تريد أن تعترف بفشلها الباهر في إزاحة صخرة القسوة والشيطنة والاستهبال من قلب أخيها الوحيد شحاتة  المتحكم في ارثها ، لقد شفط هذا الإرث في بطنه باصراروتلذذ وحنكة كنا نظن مصدرها زوجته نعمات – تلك المفجوعة التي تندروا بها عندما وجدوها تأكل الفسيخ والبصل في صباحية زواجها ! )
وبعد الشيطنة والاستهبال والشفط والمفجوعة التي أكلت الفسيخ يوم الصباحية ، هل يتحمس القارئ للاستكمال ؟ وهل هذا الاستهلال  السردي الضعيف المباشر يمكنه حمل ستمائة صفحة قادمة ؟
ربما ! الإجابة عند كاتبها وهو مهندس يعرف كيف يختبر التربة ويضع الأساس !
الخالة صفية تنتهج نهجا مخالف للحصول على حقها من شحاتة ، فتأكل وتشرب وكذلك يفعل ابنها إبراهيم المرشح للزواج من حنان ابنة شحاتة اللص !
وانظر معي ماذا يقول الكاتب عن إبراهيم ، الذي سيحوله بقدرة قادر إلى سوبر مان يعيث فسادا في العالم من شرقه إلى غربه بلا مبرر  فني ولا عمق حقيقي سوى رغبة الكاتب في مط الأحداث والتشبث بشخصية إبراهيم ليبعد عن مجرى الرواية  الذي حفره ويملأها بالأحداث الملفقة :
( وعرفت أنها تسحب حبلا ينتهي برقبة حنان التي تبالغ أمها في تقريبها من عمتها .. وتبدو دائما في أبهى زينتها عندما تقابلها خاصة إذا كان برفقتها إبراهيم ذلك الهلف الذي يلتهم من طعامهم باستخسار ..)
إذن فالكاتب كان يرى إبراهيم هلفا ، والهلف
في الموروث هو الشخص الطويل الأحمق الذي لا يتقن شيئا ويجمع إلى جانب ثقل الظل ، قلة العقل !
هذا ما نعرفه عن الهلف !
لكن هلفنا هذا تغير من النقيض إلى النقيض دون مقدمات تجعله يخرج من عالم الهلوف !
ويبدو أن الكاتب وجد قماشه الميراث وشحاتة وحنان وصفيه غير كافية لرواية ضخمة ، فمسخ شخصية إبراهيم الهلف وجعله جنيا يطير ويحطم قلوب العرب والعجم ويتزوج ثلاثة ويصل إلى حكام الخليج ويلعب بالبيضة والحجر ، بينما يقف المحيطون به متعجبين من حكمة الله ، يصفونه بالشيطان ويبدون
إعجابهم به فقط !
وفى النهاية يمل منه فيقتله ببساطة في حادث عبثي !
وطوال الرواية نجد قطعا من أفلام عربية قديمة ومسلسلات مشهورة ، يقطعها الكاتب ويلصقها لصقا !
وهذا مشهد على السطوح حيث يسكن إبراهيم العفريت و معه امرأة في غرفة مقابلة ، انه مشهد مللنا منه في أفلام الستينات ، وقد ورد بنفس التفاصيل الساذجة :
( وعند الباب تنحنح بصوت عال واتجه إلى غرفة أم يسريه ونقر الشباك بظاهر سبابته المنثنية ، فانفتح نصف الشباك ..فاختفت رأسه داخل الفتحة ثم امتدت يده وعندما أخرجها إلى جيبه مباشرة ( المفروض أدخلها ! ) كان قد دس عملة ورقية تناولها حالا من المرأة ثم تلا ذلك بعض الهمس خرجت على إثره يسريه متجهة إلى غرفة إبراهيم فأفسحت لها مجالا للدخول ، لتخرج بعد قليل حاملة الكرتونة بما فيها من طعام لم يمس .. )
لن يحتاج القارئ لذكاء ليعرف تطور الأحداث !
والملاحظ  أن سرد الموقف به  سقم شديد في التعبير واستخدام المفردات وتركيب الجمل !
( فانفتح نصف الشباك ..فاختفت رأسه داخل الفتحة ). لو أعدنا ترميم تلك الجملة بشكل روائي يخلصها من الثقل والترهل ، فيمكن أن تكون هكذا : ثم اختفت رأسه في  فراغ نصف الشباك !
( فأفسحت لها مجالا للدخول ) كلمة (مجالا )هنا قلقة جدا وليست روائية بالمرة وليس هذا مكانها ! ما المانع أن يقول : تنحيت لها !
انه الاستسهال واستخدام لغة يومية تستخدم في الحديث والطلب !
نفس فكرة القص واللصق تتكرر في الفلاش باك الخاص بمعرفته لعنايات ، فقد تعرف عليها من خلال موقف قديم ومعاد : بلطجي يعتدي عليها ليتقدم المخلص إبراهيم – الهلف سابقا – فيؤدبه ويقف أمامها مبتسما ظافرا !
لا مانع أن تعرفه عنايات على هدى الأرملة الثرية الشبيهة ببطلة
فيلم شباب امرأة !
يخلصها إبراهيم الجبار من الورثة ويدخل قلبها ويتزوجها !
ماذا نملك إزاء إصرار الكاتب على استدعاء تلك المقاطع ، لابد أن نكمل ونتسكع وراء البطل المصنوع من ورق ، والسرد الضعيف القاتم ، والبناء المتهافت الذي يوشك أن يتداعى .
تمتلئ الرواية بنساء أحبهن إبراهيم أو تزوجهن ، ولا شئ غير ذلك !
ما الذي دفع المؤلف إلى كتابة تلك الرواية :
هل هو وقت الفراغ الطويل ؟
أم الرغبة في الوجود ؟
أم ماذا ؟

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى