الأفراح فى منية المرشد خلال الستينات
صفحة 1 من اصل 1
الأفراح فى منية المرشد خلال الستينات
كانت الأفراح فى منية المرشد خلال الستينات مناسبات للبهجة والسعادة، لا فى بيت العريس ـو العروسة فقط ، بل فى الحى كله . يمكنك أن تشم رائحة الفرحة من بعيد . البيوت مفتوحة ، والأغانى البسيطة الجميلة تنطلق من أفواه الجميع ، ربما قبل موعد الزفاف بشهر. تبدأ الطقوس بتحديد الموعد والاتفاق على العشاء ! وهو اتفاق هام ، يتحدد فيه الطعام الذى يقدم للمدعويين ، وغالبا ما تحدث نزاعات حول هذا الأمر ، وكم من زواج تأجل أو فشل ، للاختلاف على مصروفات العشاء ! كان يتكون فى الغالب من بطاطس مطبوخة بصلصة الطماطم ، ولحوم ، وطيور و أرز ومكرونه وربما شعيرية . بعد ذلك تبدأ مظاهر العرس ، فتصدح الزغاريد ، ويتجمع أصدقاء العريس ليغنوا له . منزل الزوجية كان حجرة فى منزل الاسرة ، والحمام مشترك ، ويتم تبييض الحجرة بالمحار الآتى من البحيرة ( الجماص )مخلوطا بالجير. احياء الحنة مر بعدة مراحل : كان بالقرية اثنان من الصيادين ، يتحولان الى مطربين عند اللزوم ، ومعظم الغناء عبارة عن مواويل قديمة . بعد ذلك عرف البعض طريقه الى مطربين من خارج الحدود ، فاستمعنا الى محمد الخشابى ، ومصطفى المليجى وأبو دراع . الجميع يسهر ، ليسمع الموال ويحفظه ، موال الصبر ، وموال كريمه وغيرهم . تجلس النساء فوق السطوح ، يستمعن ، ويحفظن اسماء البنات فى المواويل ، فيسيمين بناتهن بها . هكذا اندثر اسم نبيهه ولبيبه وأم السعد ، وظهرت اسماء : كريمه وناديه وسميره ونوال ! تطور الأمر بمضى الوقت ، فاختفى منشدو الموال ، وظهرت فرق بها راقصات ومطربات ، وتؤدى فى نهاية السهرة تمثبلبات ، يكون قائد الفرقة بطلها المطلق ، الذى يضرب الجميع ، كما يفعل عادل امام ! عرفنا فرقة موحه وباتعه وعطيات عبده زوجة الريس عبد الشكور ، وتخصص البعض فى احضارهم . التغيير لحق الفرق أيضا ، بظهور الشيخ محمد عبد الهادى ، الذى ينشد المدائح والقصص . كان مدرسا بمعهد رشيد ، وبفضل ثقافته ، كتب لنفسه واستعان بمجموعة من أمهر العازفين ، من أشهرهم كباره ابو الوفا ، عازف الكمان ، ذلك الفنان الذى أمتعنا بمقطوعات أم كلثوم ، وبلغ به التفوق حدا ، جعله يعزف الموسيقى التصويرية للقصص ، مثل صوت فتح الباب ، وجرى الخيول ، وعصف الريح ! انتشر عبد الهادى ، وذاع صيته ، ولم يعد يخلو عرس منه ، وصارت شرائطه فى كل بيت وسيارة ، وحفظنا شخصياته التى اخترعها مثل الشيخ موافى و أم لبنى وغيرهم . لا أنسى أن المطرب الكبير محمد طه ، حضر لاحياء قرح الحاج حسن سلامه الشرقاوى ، وذهبنا مبكرين ، ولم يعد ثمة موضع لقدم . فوجئنا بما لم يكن فى الحسبان . المطرب الشهير ، وقع عقد احتكار لأغانيه المعروفة ، ولن يغنى حرفا منها ! ظل طول الليل ، يرتجل ، ويضحك مع الناس ، ويحيى النائب الراحل سعد شلبى ، والشيخ ابراهيم قندبوله رحمه الله ، الذى كان يبيع الفول السودانى فى الأفراح ، وأذكر أن محمد طه ، ظل يصيح الى الفجر بجملة واحدة ، لا تتغير : قندبوله قندبوله ، قندبوله وسعد شلبى !
الآن رحل عبد الهادى ، ورحل محمد الحملى منشد دسوق ، ولم يعد الكثيرون يحضرون فرقا ، اللهم الا القليل من الضيادين ، المتمسكين بالتقاليد ، والفرقة الوحيدة الآن هى فرقة أبو العنين من سيدى سلبم ، وهو رجل يمتلك صوت غراب ، ويصر على تأدية أغانى أم كلثوم وعبد الوهاب ، ومعه مطربة ذات صوت مسلوخ كالماعز ، وقيل لى انه يحصل على الفى جنيه فى الليلة الواحدة ، ولله فى خلقه شئون !
الآن رحل عبد الهادى ، ورحل محمد الحملى منشد دسوق ، ولم يعد الكثيرون يحضرون فرقا ، اللهم الا القليل من الضيادين ، المتمسكين بالتقاليد ، والفرقة الوحيدة الآن هى فرقة أبو العنين من سيدى سلبم ، وهو رجل يمتلك صوت غراب ، ويصر على تأدية أغانى أم كلثوم وعبد الوهاب ، ومعه مطربة ذات صوت مسلوخ كالماعز ، وقيل لى انه يحصل على الفى جنيه فى الليلة الواحدة ، ولله فى خلقه شئون !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى