شاكر المعداوى
صفحة 1 من اصل 1
شاكر المعداوى
شاكر المعداوى
عرفت الفنان الراحل شاكر المعداوى شخصيا ، من خلال الاحتفال السنوى الذى كانت تقيمه وزارة الثقافة فى ذكرى وفاة عمه الناقد أنور المعداوى . كنت أعرفه من قبل عن طريق لوحاته التى تتصدر أغلفة مكتبة الأسرة وكتبه ورسومه للأطفال . بعد لقائى به صارت هناك رابطة متينة بيننا فى وقت قصير ، فكم فاجأنى بالزيارة فى منزلى بسيارته وسائقه ، وكنا نقضى السهرة فى مناقشات أدبية ممتعة . زرته فى منزله بقرية معدية مهدى القريبة فوجدتنى فى متحف زاخر باللوحات والتحف والكتب ، تحيط به حديقة جميلة يهتم بها ويقضى معظم وقته فيها !
ترك المعداوى القاهرة كما فعل عمه أنور وجاء الى القرية ليواصل مشروعه الابداعى فى صمت !
كان له الفضل فى تعريف الفنان أحمد اللباد بى ، حيث طلب منى ان اكتب قصصا لمجلة علاء الدين ، ثم أقدمها للدكتور شاكر ليرسمها ويرسلها بالفاكس. اقتربت جدا منه فى هذه المرحلة وكنت أستمع الى تعليقاته على القصص بدهشة ، ثم يمتعنى بلوحات رائعة كان معظمها يحتار كصورة غلاف للمجلة .
ذات يوم جاءنى بالسيارة وطلب منى الركوب ثم انطلق بنا السائق حتى مدينة بلطيم . عرفت أنه استأجر شقة فى مواجهة البحر ليرسم فيها , كان لديه حس نقدى هائل ولم يكن يتعامل مع فنان أو أديب الا اذا اقتنع بموهبته !ذات مرة عزمنى لزيارة مدينة رشيد وكان معنا الشاعر سعيد شحاته , لم يكف ليلتها عن الحديث والضحك والاقبال على الحياة . فجأة تصاب الثمرة الناضجة بالعطب ، ويمرض بالسكرى والكبد ، وتغيض ابتسامته فى بئر عميقة ، لكنه يتحامل ويدعونى للجلوس فى حديقته محاولا هزيمة المرض !
تدهورت حالته وذهبت لعيادته فى المرة الأخيرة لأجده فى سريره يتألم ، أخبرنى أن سعوديا زاره منذ أيام وعرض عليه مليونا من الجنيهات مقابل لوحاته المكدسة ، لكنه رفض بكلمة واحدة . لم تمض أيام حتى مات ، ولم يكتب عنه سطر واحد رغم انتاجه الثرى من اللوحات وقصص الأطفال وكتبه الأكاديمية فى تاريخ الفن ، حيث كان استاذا بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ ، وأختم حديثى عنه بنادرة قصها على وهو يضحك بعنف ، فقد كان يختبر الطلاب الراغبين فى دخول قسم التربية الفنية ، ولما وجد أحدهم من قريتى منية المرشد سأله : تعرف القصاص اللى فى بلدكم ؟
وبحسن نية وسذاجة ظن الطالب أنه يسأل عن أحد أفراد عائلة القصاص بالقرية ، فانبرى يعدد له : الأستاذ مجدى والأسطى بهجت والاستاذ طلعت . ظل يضحك وقتا طويلا على هذه المفارقة . هل تستفيد وزارة الثقافة من تراث الدكتور شاكر حبيس منزله ؟ مئات اللوحات والاسكتشات تنتظر من يأمر باقامة متحف لها أو مكان يليق بالرجل ، ويجعل روحه تستقر حين يرى المعجبين بفنه يقفون فى خشوع أمام أعماله النادرة .
عرفت الفنان الراحل شاكر المعداوى شخصيا ، من خلال الاحتفال السنوى الذى كانت تقيمه وزارة الثقافة فى ذكرى وفاة عمه الناقد أنور المعداوى . كنت أعرفه من قبل عن طريق لوحاته التى تتصدر أغلفة مكتبة الأسرة وكتبه ورسومه للأطفال . بعد لقائى به صارت هناك رابطة متينة بيننا فى وقت قصير ، فكم فاجأنى بالزيارة فى منزلى بسيارته وسائقه ، وكنا نقضى السهرة فى مناقشات أدبية ممتعة . زرته فى منزله بقرية معدية مهدى القريبة فوجدتنى فى متحف زاخر باللوحات والتحف والكتب ، تحيط به حديقة جميلة يهتم بها ويقضى معظم وقته فيها !
ترك المعداوى القاهرة كما فعل عمه أنور وجاء الى القرية ليواصل مشروعه الابداعى فى صمت !
كان له الفضل فى تعريف الفنان أحمد اللباد بى ، حيث طلب منى ان اكتب قصصا لمجلة علاء الدين ، ثم أقدمها للدكتور شاكر ليرسمها ويرسلها بالفاكس. اقتربت جدا منه فى هذه المرحلة وكنت أستمع الى تعليقاته على القصص بدهشة ، ثم يمتعنى بلوحات رائعة كان معظمها يحتار كصورة غلاف للمجلة .
ذات يوم جاءنى بالسيارة وطلب منى الركوب ثم انطلق بنا السائق حتى مدينة بلطيم . عرفت أنه استأجر شقة فى مواجهة البحر ليرسم فيها , كان لديه حس نقدى هائل ولم يكن يتعامل مع فنان أو أديب الا اذا اقتنع بموهبته !ذات مرة عزمنى لزيارة مدينة رشيد وكان معنا الشاعر سعيد شحاته , لم يكف ليلتها عن الحديث والضحك والاقبال على الحياة . فجأة تصاب الثمرة الناضجة بالعطب ، ويمرض بالسكرى والكبد ، وتغيض ابتسامته فى بئر عميقة ، لكنه يتحامل ويدعونى للجلوس فى حديقته محاولا هزيمة المرض !
تدهورت حالته وذهبت لعيادته فى المرة الأخيرة لأجده فى سريره يتألم ، أخبرنى أن سعوديا زاره منذ أيام وعرض عليه مليونا من الجنيهات مقابل لوحاته المكدسة ، لكنه رفض بكلمة واحدة . لم تمض أيام حتى مات ، ولم يكتب عنه سطر واحد رغم انتاجه الثرى من اللوحات وقصص الأطفال وكتبه الأكاديمية فى تاريخ الفن ، حيث كان استاذا بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ ، وأختم حديثى عنه بنادرة قصها على وهو يضحك بعنف ، فقد كان يختبر الطلاب الراغبين فى دخول قسم التربية الفنية ، ولما وجد أحدهم من قريتى منية المرشد سأله : تعرف القصاص اللى فى بلدكم ؟
وبحسن نية وسذاجة ظن الطالب أنه يسأل عن أحد أفراد عائلة القصاص بالقرية ، فانبرى يعدد له : الأستاذ مجدى والأسطى بهجت والاستاذ طلعت . ظل يضحك وقتا طويلا على هذه المفارقة . هل تستفيد وزارة الثقافة من تراث الدكتور شاكر حبيس منزله ؟ مئات اللوحات والاسكتشات تنتظر من يأمر باقامة متحف لها أو مكان يليق بالرجل ، ويجعل روحه تستقر حين يرى المعجبين بفنه يقفون فى خشوع أمام أعماله النادرة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى