الحمار الشاعر
صفحة 1 من اصل 1
الحمار الشاعر
الحمار الشاعر
أموال الدولة كانت تصب صبا، في جيوب البلهاء، الذين يقومون بدور المضحكين. ولا عزاء للشعب الغائب عن المشهد، يتضور جوعا وجهلا!
بقلم: سمير المنزلاوي
هام قلبي بأتانِ ** عند باب الصيدلاني
بلغ من سفه بعض الخلفاء أنهم تركوا مهامهم الصعبة، المتعلقة بمصالح الرعية، ليشغلوا عقولهم بالأخبار التافهة والمهرجين أشباه الرجال.
الطامة الكبرى أن أموال الدولة كانت تصب صبا، في جيوب البلهاء، الذين يقومون بدور المضحكين. ولا عزاء للشعب، الغائب عن المشهد، يتضور جوعا وجهلا!
وهذه إحدى اللقطات، التي يزخر بها التاريخ وكتب الأدب، جرت بين الخليفة العباسي المتوكل، وأبى العنبس الشاعر الماجن داخل القصر، وقد انغمس هذا المتوكل في اللهو، حتى تآمر عليه مملوكه التركي، وقتله على عرشه، بسيف أهداه إليه قبل يوم واحد!
فقد ورد في من مروج الذهب للمسعودي ما يلي:
(قال المتوكل لأبى العنبس: أخبرني عن حمارك ووفاته وما كان من شعره في الرؤيا التي أريتها.
قال: نعم يا أمير المؤمنين، كان أعقل من القضاة. ولم يكن له جريرة (ذنب)، فاعتل علة على غفلة، فمات منها!
فرأيته فيما يرى النائم، فقلت:
يا حماري، ألم أبرد لك الماء، وأنق لك الشعير، وأحسن إليك جهدي؟
فلم مت على غفلة؟ وما خبرك؟
قال: نعم ، لما كان في اليوم الذي وقفت فيه على فلان الصيدلاني، تكلمه في كذا وكذا، مرت بى أتان حسناء، فرأيتها فأخذت بمجامع قلبي، فعشقتها واشتد وجدي بها، فمت كمدا متأسفا!
فقلت له: يا حماري فهل قلت في ذلك شعرا؟
قال: نعم وأنشدني:
هام قلبي بأتانِ ** عند باب الصيدلاني
تيمتني يوم رحنا ** بثناياها الحسان
بخدين أسيلين ** كلون الشنفراني
فيها مت ولوعش ** ت إذن طال هواني
قال، قلت: يا حماري، فما الشنفراني؟
فقا : هذا من غريب الحمير!
فطرب المتوكل وأمر الملهين والمغنين أن يغنوا ذلك اليوم يشعر الحمار!
وسر سرورا لم ير مثله، وزاد في تكرمة أبي العنبس وجائزته!
الرابط
http://middle-east-online.com/?id=196618
أموال الدولة كانت تصب صبا، في جيوب البلهاء، الذين يقومون بدور المضحكين. ولا عزاء للشعب الغائب عن المشهد، يتضور جوعا وجهلا!
بقلم: سمير المنزلاوي
هام قلبي بأتانِ ** عند باب الصيدلاني
بلغ من سفه بعض الخلفاء أنهم تركوا مهامهم الصعبة، المتعلقة بمصالح الرعية، ليشغلوا عقولهم بالأخبار التافهة والمهرجين أشباه الرجال.
الطامة الكبرى أن أموال الدولة كانت تصب صبا، في جيوب البلهاء، الذين يقومون بدور المضحكين. ولا عزاء للشعب، الغائب عن المشهد، يتضور جوعا وجهلا!
وهذه إحدى اللقطات، التي يزخر بها التاريخ وكتب الأدب، جرت بين الخليفة العباسي المتوكل، وأبى العنبس الشاعر الماجن داخل القصر، وقد انغمس هذا المتوكل في اللهو، حتى تآمر عليه مملوكه التركي، وقتله على عرشه، بسيف أهداه إليه قبل يوم واحد!
فقد ورد في من مروج الذهب للمسعودي ما يلي:
(قال المتوكل لأبى العنبس: أخبرني عن حمارك ووفاته وما كان من شعره في الرؤيا التي أريتها.
قال: نعم يا أمير المؤمنين، كان أعقل من القضاة. ولم يكن له جريرة (ذنب)، فاعتل علة على غفلة، فمات منها!
فرأيته فيما يرى النائم، فقلت:
يا حماري، ألم أبرد لك الماء، وأنق لك الشعير، وأحسن إليك جهدي؟
فلم مت على غفلة؟ وما خبرك؟
قال: نعم ، لما كان في اليوم الذي وقفت فيه على فلان الصيدلاني، تكلمه في كذا وكذا، مرت بى أتان حسناء، فرأيتها فأخذت بمجامع قلبي، فعشقتها واشتد وجدي بها، فمت كمدا متأسفا!
فقلت له: يا حماري فهل قلت في ذلك شعرا؟
قال: نعم وأنشدني:
هام قلبي بأتانِ ** عند باب الصيدلاني
تيمتني يوم رحنا ** بثناياها الحسان
بخدين أسيلين ** كلون الشنفراني
فيها مت ولوعش ** ت إذن طال هواني
قال، قلت: يا حماري، فما الشنفراني؟
فقا : هذا من غريب الحمير!
فطرب المتوكل وأمر الملهين والمغنين أن يغنوا ذلك اليوم يشعر الحمار!
وسر سرورا لم ير مثله، وزاد في تكرمة أبي العنبس وجائزته!
الرابط
http://middle-east-online.com/?id=196618
مواضيع مماثلة
» مقال الشاعر مفرح كريم عن روايتى : الدكان عدد فبراير ، مجلة الثقافة الجيدة
» الشاعر والناقد شعبان ناجي يكتب في "جريدة المقال عدد الخميس 10-12-2015" عن رواية الدكان للروائي
» الشاعر والناقد شعبان ناجي يكتب في "جريدة المقال عدد الخميس 10-12-2015" عن رواية الدكان للروائي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى