عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة جدتي تحكم العالم ليلا

اذهب الى الأسفل

قصة جدتي تحكم العالم ليلا Empty قصة جدتي تحكم العالم ليلا

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 6:43 pm



قصة جدتي تحكم العالم ليلا للأديب سمير المنزلاوى

قصة جدتي تحكم العالم ليلا _2004747
لم أفطن إلى قيمة ما كانت جدتي تهمس به لأمي من نبوءات ، إلا بعدما جاءت كفلق الصبح يعد رحيلها بسنوات :
أفلس المعدول فعلا و باع كل ما يملك ، و دخل عمى ( الزير ) السجن في تهمة قذرة جعلت زوجته و أولاده يهجرون البلد !
و فقدت الثعلبة الفتانة عينها اليمنى في معركة حريم بالشباشب و القباقيب!.
كنت أنحشر في الوسط ضئيلا لا أفصل بينهما ، تسير الكلمات من فم جدتي فوق وجهي يحملها نفسها الطيب الذي يشبه اليد الناعمة ، وتمتلئ نفسي بصور عجيبة يخلقها الظلام.
لابد أنها تختزن القصص و التجارب و الأفكار طول العام الدراسي كأنها تذاكر مثلنا ، عندما تنتهي الامتحانات يقوم الشوق من نومه و ألح :
ماما ، متى نسافر ؟
يهب شوقها أيضا ، كبيرا أكبر عشرات المرات ، فتجهز الزيارة و يوصلنا أبى إلى المحطة لنجد أنفسنا بعد ساعات من المرجحة في (سيدي سالم).
المباهج التي تنتظرني كثيرة : الجري مع سامية ابنة خالي في الجنينة و لعب الكرة بجوار خزان المياه مع أولاد ينتظروني كل صيف و التمتع بحنان خالي عاطف و زوجته و تدليل جدتي زمزم و طعامها الشهي !
تظل همسات الليل التي تسرى فوق وجهي أعذبها رغم أن النوم كان ينتزعني أحيانا من قلبها و يلقى بي في السكون !
تسلب خلالها الأسماء و الصفات من معارفنا ، لتطلق عليهم أسماء و صفات من اختراعها و لا تكف عن التبشير كالصوفي الذي يقرأ الكون.
فأبى تسميه المعدول ، و كانت في همسها تقول إن يده مخرومة و لن يهدأ له بال حتى يشحذ على المحطة ، أما علاجه من وجهة نظر
ا فهو أن ينتف ريشه كما يفعل بالديك الفتى الذي ينط على حوائط الجيران . يشتد الهواء فوق وجهي حين تضغط الكلمات بحسرة لأمي: لو منك ، أمسك الفلوس و أعطه مصروفه كالعيل الصغير النائم وسطنا.
عمى السيد اسمه –عندها – الزير .
ذيله نجس ، يطارد النساء ، زوجته مظلومة في العيش معه ، غلبانه لا تستطيع أن تشكمه تفرج عليه خلق ربنا :
آخرته سوداء ، لن يموت بخير ، وبكره تفتكري .
جارتنا كوثر تسميها الثعلبة الفتانة:
لسانها مثل الكرباج ، من دار إلى دار توقع خلق الله في بعضهم و تخرج مثل الشعرة من العجين ،
ابعدي عنها ، لا تطلعيها على سرك و قصري رجلها عن دارك!
للعدالة كانت تذكر محاسن البعض و تثنى عليهم .
نبيلة زوجة خالي عاطف اسمها الحبوبه ، و أحيانا السنيوره ، طيبة و بنت ناس ، شبعانة و نظيفة :
عمرها ما قالت لي أف ، طلبي لا يتأخر ، أكثر من بنتي و الله .
تدعو لها من قحوف رأسها :
الله يسعدها بنت وطفه و يفرحها بأولادها.
أم مختار جارتها حتة سكرة ، أميرة لا تخرج منها العيبة ، ثلاثون عاما يسعهم الثوب الواحد ، أسرارها ووجعها معها :
: أخت و حبيبة ، ربنا يجعل يومي قبل يومها .
هناك فئة خلطت أعمالا صالحة بأخرى سيئة، تحكم عليها بكل تجرد. الحاجة نبوية أخت المرحوم زوجها كان اسمها القطربه ، لأنها أدمنت الذهاب للسحرة من أجل ربط الرجال و النساء وتهييج الضغائن و فسخ الخطوبات و تسليط المرض . الآن تابت و فتحت الراديو طول النهار على إذاعة القرآن الكريم ، وصارت توقظ لصلاة الفجر و تبكى على خطيئتها :
ربنا غفور رحيم يا بنتي ، خلاص تابت و رجعت و ندمت .
منحت البراءة كذلك لإبراهيم عبد الجواد البقال ، فرغم ذمته الواسعة و لخبطة الزبائن في الحساب و في الشكك و أيمانه الكاذبة بالله و بالطلاق عشرات السنين ترى أنه سدد ما عليه و أصبح سليما من كل عيب حيث أكل مرض السكر جسده و جعله شبحا لا يكاد القريبون منه يتعرفون عليه ، ثم سرح في رجله ليقطعها الأطباء من جذرها و يتحرك بصعوبة لعدة خطوات من البيت إلى الدكان على عكاز قبيح من الخشب!

رابط الخبر
http://www.arabfact.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%AF/

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى