عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصقور تفقد المأوى _ اليوم السابع

اذهب الى الأسفل

الصقور تفقد المأوى  _ اليوم السابع Empty الصقور تفقد المأوى _ اليوم السابع

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الثلاثاء فبراير 09, 2016 5:34 pm

فيما كانت شعيرات شاربى تتكاثف متراكبة، ومغطية شفتى العليا كليا، صار يلذ لى التدقيق فى الأعين وقراءة التعليقات الصامتة داخلها! بصرف النظر عن مزاح خفيف من الزوجة، ألمحت فيه أنى أشبه أرباب المعاشات، لم يجرؤ مخلوق آخر على إطلاق كلمة. فأنا منذ فترة بعيدة جعلت منطقتى الحرام أكثر اتساعا وأحطتها بأسلاك شائكة! النظر فى المرآة أورثنى شيئا من القلق، بالإضافة إلى المظهر الجديد غير المعتاد بالنسبة لى! أستطيع القول بثقة أن مرحلة ما قبل الشارب، تختلف كلية عن مرحلة ما بعد الشارب! كلماتى فى الوقت الحاضر، تخرج بطيئة، برهبة وسمو، خطواتى ولفتاتى صارت محسوبة. كنت – بالجملة – سعيدًا إلى أن زارنى مندوب الضرائب! قاده الساعى اللعين إلى مكتبى، رفعت رأسى من بين الملفات، فهتف الساعى ليتفادى غضبى: - السيد من مصلحة الضرائب. ضبط الزائر عينيه على طرفى الشارب وبدا كمن يستعرضه ويقيسه!. حولت رأسى ناحية النافذة ،أبحث عن نسمة، سعلت، فواجهنى بالمثل، قلت: - لدينا قرفة جيدة، أم تفضل مشروبا باردا؟ انفرجت شفتاه عن هواء محبوس، جاءت خلفه كلمات أعدها: - بد المحسن حسن من الضرائب العامة. - يبدو أن هناك خلط، فأناكما ترى موظف ليس لى دخل آخر، وقد قدمت اقرار الذمة وأجدده فى مواعيده. أفرج عن هواء آخر، تبعته كلمات أخرى: - وهل نسيت هذا أيها السيد؟ أشار بطرف سبابته إلى الشارب، لكن اشارته ظلت لغزا. حبات عرقمؤلمة تخزنى بين القميص واللحم، فككت الربطة والأزرارالعليا، عدت اصطاد نسمة من النافذة، نظرت إلى الباب، قابلتنى عيون زملائى تتلصص. انسحبوا مرتبكين، فأدركت انهم بلا شوارب! شفة المندوب مبشورة بعناية، كذلك شفة الساعى! - سيدى لم أسمع من قبل حكاية الضرائب على الشوارب! - عفوا، يبدو أنك لا تتابع الوقائع المصرية. - وهل صار القرار معروفا للكافة؟ - قطعا وحددنا فترة سماح تخلصوا فيها من الشوارب نهائيا! - لم ألحظ، لعله تقصير منى. - القانون فى مثل حالتك لا يعفيك وعليك ان تدفع! - وكيف اهتديت إلى؟ أخرج ورقة مزدحمة بكلمات صغيرة، قال: - الشكاوى طريقنا الوحيد لكشف المستور. - أرجوك، هذا فوق طاقتى، ان ابى وعمى وجدى وجيرانى، كانوا كلهم من ذوى الشوارب، كانوا يبدعون فى تنسيقها، والتفاخر بكثافتها، جدى أقسم مرة أن صقرا وقف على شاربه! - ايام تدور يا صديقى، وما أظنك ستحدثنى عن عشر بيضات كانت بمليم وكيلو من اللحم المشفى بثلاثة قروش! - هل يمكنى استشارة أهل الخبرة؟ من حقك، لديك مهلة لا تزيد عن أسبوع. صفق الباب، ففزعت، ومررت بيدى على الشارب المفزوع، ضايقتنى رائحة المكتب، ونذالة الزملاء، خرجت بلا استئذان، تجمدت أمام المرآة، أكلم نفسى. جاءت زوجتى دهشة، أرادت أن تمازحنى بأى مثلأرباب المعاشات، صرخت: - دعينى وشأنى. اعتصمت بالسرير، فخارت سطوتى، وذهبت أرضيها، حكيت لها ما حدث، قالت: - احلقه واسترح. وضعت يدى فى خاصرتى زاعقا: - لست أنا الذى يتراجع. هبطت الدرج كالصاروخ، بلا غداء، قصدت مكتب محاسب، فرك يده وقال: - يمكنك ازالته الآن، مع دفع غرامة تأخير. - واذا امتنعت؟ - تدخل فى متاهات. قفزت إلى الشارع، لا أثر لأى اخضرار فوق الشفاه، كلها ناعمة، رميت نفسى فى الزحام، احتك بى أحدهم فدفعته مؤنبا: - أوسع الطريق أيها المبشور الأجوف. - أحتاطنى بعض المتسكعين، فألقيت ثلاثة منهم على الرض، بينما تكوم الباقون كالأفراخ المذعورة! أعطانى رجل فى العقد الرابع مكبرا للصوت، وقفت خطيبا: أيها الخونة، يا من نتفتم شفاهكم خوفا من الضرائب، لن أحلقه، وسأرفع قضية أمام مجلس الدولة، أما أنتم ف.... لم أكمل، لاننى لمحت شاربا يمرق على الرصيف المقابل، عدوت كالغزال المطارد، أزيح الكتل والجرائد والنظارات . لم يعد يفصلنى عنه سوى شبر، التقى شاربانا فى نظرة أولى، ففتح قدميه وجرى داخل لمة من الموظفين ! جريت خلفه مناديا: - لا تفر أيها الرفيق، اقترب. تبددت صيحاتى فى اشارات المرور، وابتلعت المدينة الهائجة هيكله النحيف.

الرابط :
http://www.youm7.com/story/2015/1/26/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%82%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%88%D9%89-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%84%D9%80%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%89/2041278#.VrjkX_Oqqkq

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى