عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المثل السائر: موسوعة نادرة في علم البيان

اذهب الى الأسفل

المثل السائر: موسوعة نادرة في علم البيان Empty المثل السائر: موسوعة نادرة في علم البيان

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 12:47 pm

المثل السائر: موسوعة نادرة في علم البيان


بعض الدارسين عرفوا كتاب 'ابن الأثير، على أنه كتاب أدب، بينما رآه آخرون كتابا في البلاغة والنقد الأدبي!
المثل السائر: موسوعة نادرة في علم البيان _2004712

ميدل ايست أونلاين

بقلم: سمير المنزلاوي



اهتمام بالكاتب أكثر من الشاعر


ابن الأثير واحد من ثلاثة عباقرة لهم نفس اللقب، برز كل منهم في ناحية من نواحي الكتابة الفنية والعلمية:

• أحدهم أبوالسعادات المبارك بن محمد، الذي جمع بين علم العربية والقرآن والحديث ومن مصنفاته "جامع الأصول في أحاديث الرسول"، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" توفي عام 606 هـ.

• الثاني، أبوالحسن على بن محمد، المؤرخ العظيم وصاحب "الكامل في التاريخ" توفي عام 630 هـ.

• الثالث، أبوالفتح ضياء الدين نصر الله بن محمد الجزري، وهو صاحب الكتاب الذي نحن بصدده وتوفي عام 637 ه.

عرف بعض الدارسين كتاب "المثل السائر"، على أنه كتاب أدب، بينما رآه آخرون كتابا في البلاغة والنقد الأدبي!

ويرى النقاد أن ابن الأثير هو أول من أطلق على البلاغة، علم البيان.

وقد بني الكتاب على مقدمة ومقالتين:

• تشمل المقدمة على أصول علم البيان، وتقع في عشرة فصول، منها موضوع علم البيان، آلات علم البيان وأدواته، كمعرفة النحو والصرف واللغة وأيام العرب وأمثالها، والحكم على المعاني، وجوامع الكلم.

• أما المقالتان، فتختص الأولى بالصناعة اللفظية، والأخرى بالصناعة المعنوية.

أشار ابن الأثير في القسم الأول إلى ما يحتاجه صاحب الصناعة في تأليفه، من اختيار الألفاظ المفردة، ونظم كل كلمة مع أختها في المشاكلة لها. ثم شرح التفاوت بين الألفاظ، وأثر تقارب الحروف وتباعدها، ودرس الوحشي من الألفاظ والجزل الرقيق والمبتذل والمشترك.

درس ابن الأثير في القسم الثاني، الألفاظ المركبة، وتأليف الألفاظ أو تركيبها الذي هو صنعة الأديب، وكذا درس الصناعة المعنوية، وتحدث عن المعاني المبتكرة والمعاني التقليدية! وتناولها بالتفصيل في ثلاثين فنا، منها الاستعارة والتشبيه والتجريد والالتفات وتوكيد الضميرين والتفسير بعد الإبهام والتقديم والتأخير والاقتضاب والتناسب والتعريض والسرقات الشعرية!

ويعتبر بحث ابن الأثير في السرقات الأدبية من أمتع بحوث الكتاب وأكثرها طرافة. فقد درسها باستفاضة، وجعل استفادة الشعراء من سابقيهم أقساما معروفة وأنواعا متميزة.

وقسم الأخذ والاحتذاء إلى ثلاثة أقسام:

• النسخ: أخذ اللفظ والمعنى برمته، من غير زيادة عليه، وهو مأخوذ من نسخ الكتاب، وجعله على ضربين: الأول يسمى وقوع الحافر على الحافر! وهو الذي يغير فيه المتأخر كلمة واحدة من كلام المتقدم، أو يتساويان فيه لفظا بلفظ! والآخر هو الذي يؤخذ فيه المعنى، وأكثر اللفظ.

• السلخ: وهو أخذ بعض المعنى، مأخوذا من سلخ الجلد الذي هو بعض الجسم! وهو ضروب كثيرة، منها أن يؤخذ المعنى، ويستخرج منه ما يشبهه، ولا يكون إياه، وهو من أدق السرقات صورة وأحسنها مذهبا، ولا يأتي إلا قليلا.

ومنها أخذ المعنى مجردا من اللفظ، وهو صعب جدا. ومنها أن يؤخذ المعنى فيعكس وهو حسن يكاد يخرج من حد السرقة.

• المسخ: والمسخ هو قلب الصورة الحسنة إلى صورة قبيحة وإحالة الأمر إلى ما دونه.

ولم ينس ابن الأثير أن يخصص جزءا كبيرا للأديب، وما ينبغي له من المعرفة والثقافة، ونلاحظ اهتمامه بالكاتب أكثر من الشاعر.

والى جانب البحوث العميقة في الكتابة والبيان، اهتم بمجالات أخرى ليعطى لكتابه بعدا موسوعيا، كما فعل غيره من المصنفين في هذا العصر!

ففيه إشارات تاريخية عميقة، تعكس إلماما بأخبار الدول ووقائع الملوك، وأخرى دينية تتعلق بعلوم القرآن الكريم والحديث الشريف .كما أورد كثيرا من أمثال العرب وقصصها.

ومن أفضل أقوال ابن الأثير عن الأدب والأدباء، كأنه ينظر في الغيب، قوله الجامع:

"ومن أعجب الأشياء أنى لا أرى إلا طامعا في هذا الفن مدعيا له، على خلوه من تحصيل آلاته وأسبابه، ولا أرى أحدا يطمع في فن غيره ويدعيه! هذا وهو بحر لا ساحل له، يحتاج صاحبه إلى تحصيل علوم كثيرة، حتى يصل إليه ويحتوى عليه، فسبحان الله! هل يدعى بعض هؤلاء أنه طبيب أو فقيه أو حاسب من غير أن يحصل آلات ذلك ويتقن معر فتها؟".

رابط المقال
http://www.middle-east-online.com/?id=200244

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى