عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محمد كريم .. حكم بالإعدام لثبوت تهمة التخابر مع المماليك

اذهب الى الأسفل

محمد كريم .. حكم بالإعدام لثبوت تهمة التخابر مع المماليك Empty محمد كريم .. حكم بالإعدام لثبوت تهمة التخابر مع المماليك

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 12:50 pm

محمد كريم .. حكم بالإعدام لثبوت تهمة التخابر مع المماليك

محمد كريم .. حكم بالإعدام لثبوت تهمة التخابر مع المماليك _2004713
شهيد المقاومة الشعبية في الإسكندرية اعتصم بقلعة قايتباي حتى فرغت ذخيرته ووقع في الأسر.


ميدل ايست أونلاين

بقلم: سمير المنزلاوي



اشتروني يا مسلمين!


ولد السيد محمد كريم بالأنفوشي، أحد أحياء البحر بمدينة الإسكندرية قبل منتصف القرن الثامن عشر.

كفله عمه بعد وفاة والده، وافتتح له محلا للقباني، وهو ميزان متنقل من الخشب والحديد.

يقول الجبرتي عنه:

"كان أول أمره قبانيا، يزن البضائع في الثغر، وعنده خفة في الحركة، وتودد في المعاشرة، فلم يزل يتودد للناس بحسن الود، ويستجلب خواطر حواشي الدولة وغيرهم من تجار المسلمين والنصارى، ومن له وجاهة بين أبناء جنسه، حتى أحبه الناس واشتهر ذكره في ثغر الإسكندرية ورشيد ومصر، واتصل بمراد بك فاتصل به ووافق منه الغرض، ورفع شأنه على أقرانه وقلده أمر الديوان والكمارك (الجمارك) بالثغر ونفذت أحكام".

جهز نابليون أسطوله لغزو مصر، وفي 19مايو/آيار عام 1798 أقلع من ميناء طولون متجها إلى الإسكندرية، وعندما وصل الخبر إلى انجلترا، قام القائد نلسون بتعقب أثره، وتوقع أن وجهته الإسكندرية فسبقه إليها!

أرسل نيلسون وفدا إلى السيد محمد كريم، طالبين السماح بالانتظار خارج الميناء، انتظارا للفرنسيين، وأن يتزودوا بالطعام والماء بثمنه!

رفض طلبهم وقال لهم الرجل الحازم:

- ليس للفرنسيين أو سواهم شيء في هذا البلد، فاذهبوا أنتم عنا.

وظل الأسطول الانجليزي مرابطا لمدة أسبوع، ثم أقلع إلى الأناضول، ولم تمض أيام حتى ظهر الأسطول الفرنسي، فبعث السيد محمد كريم إلى القاهرة، مستنجدا بمراد بك، واستقر الأمر على أن يسافر مراد بك لصد الفرنسيين، بينما يبقى إبراهيم بك للدفاع عن القاهرة.

ظل السيد محمد كريم يقود المقاومة الشعبية بالإمكانيات المتاحة، ثم اعتصم بقلعة قايتباي حتى فرغت ذخيرته ووقع في الأسر.

وهكذا صار البطل القومي في أيدي أعدائه، ففرضوا عليه غرامة كبيرة ليفتدى نفسه، ولم يكن بيده شيء، وقد صور الجبرتي في كتابه "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس" كيفية القبض عليه وإعدامه:

"فلما نزل الفرنسيون الإسكندرية، قبضوا على السيد محمد كريم وطالبوه بالمال وضيقوا عليه، وحبسوه في مركب، ولما حضروا إلى مصر، وطلعوا قصر مراد بك، وجدوا مكاتيبه إليه في مجلس مراد بك، وفيها مطالعته بأخبارهم، وبالحث والاجتهاد بحربهم وتهوين أمرهم، فاشتد غيظهم عليه، وأرسلوا فأحضروه إلى مصر وحبسوه، فتشفع فيه أرباب الديوان عدة مرار، فلم يمكن إلى أن كانت ليلة الخميس حضر إليه مجلون الملعون، وقال له، المطلوب منك كذا وكذا من المال، يعجز عنه وأجله اثني عشرة ساعة وإلا يقتل بعدها إن لم يدفع".

من أين للرجل بالمال، وهو في الأسر؟

وأين العلماء والتجار والأمراء؟

لم يفعل الجميع سوى الشفاعة، لكنها ذهبت أدراج الرياح!

بخلوا على الذي صمد وحده، ولم يسلم مدينته، ولم يصلهم صوته الذي يصيح عليهم أن يدفعوا الفدية وينقذوه!:

"فلما أصبح، أرسل إلى المشايخ والى السيد أحمد المحروقى، فحضر إليه بعضهم، فترجاهم وتدخل عليهم واستغاث وصار يقول:

- اشتروني يا مسلمين!

وليس بيديهم ما يفتدونه به، وكل إنسان مشغول بنفسه، ومتوقع لشيء يصيبه!

فلما كان قريب الظهر، وقد انقضى الأجل، أركبوه حمارا واحتاط به عدد من العسكر، وبأيديهم السيوف المسلولة، يقدمهم طبلهم يضربون عليه، وشقوابه الصليبة (شارعين يتقاطعان على شكل صليب)، إلى أن ذهبوا إلى الرميلة، وكتفوه وربطوه مشبوحا، وضربوا عليه بالبنادق كعادتهم فيمن يقتلونهم، ثم قطعوا رأسه، ورفعوها على نبوت، وطافوا بها جهات الرميلة، والمنادى يقول:

- هذا جزاء من يخالف على الفرنسيس.

ثم أن أتباعه أخذوا رأسه ودفنوها مع جثته وانقضى أمره!".

وبالرجوع إلى المصادر الفرنسية، نجد كلاما مخالفا للجبرتي، حيث تؤكد أن السيد محمد كريم رفض دفع الفدية، ولم يتضرع للمشايخ لدفع الفدية! وقال إن الأعمار بيد الله، ولو كان العمر قد فرغ، فلا سبيل إلى تمديده!

وفي خبر عن الواقعة في جريدة كورييه دى ليجبت، العدد الرابع ورد الآتي:

"حكم بالإعدام على السيد محمد كريم، لثبوت تهمة التخابر مع المماليك، بعد أن أقسم يمين الولاء للجمهورية، وقد عمل معهم أيضا بصفة جاسوس، وقد صودرت جميع أملاكه المنقولة لصالح الجمهورية، ونفذ الحكم ظهرا في ميدان القلعة وقد طاف الجند برأسه على قصيبة عالية، تجمل لافتة مكتوب عليها:

- كريم، شريف الإسكندرية، حكم عليه بالإعدام لخيانته يمين الإخلاص، الذي أداه للجمهورية الفرنسية، ولاستمرار علاقته بالمماليك الذين يعمل معهم بصفة جاسوس. هذا هو مصير جميع الخونة والحانثين باليمين!".

رابط المقال:
http://www.middle-east-online.com/?id=200142

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى