عزبة سمير المنزلاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

'أسواق العرب في الجاهلية والإسلام' .. كتاب يغفل عنه الكثيرون

اذهب الى الأسفل

'أسواق العرب في الجاهلية والإسلام' .. كتاب يغفل عنه الكثيرون Empty 'أسواق العرب في الجاهلية والإسلام' .. كتاب يغفل عنه الكثيرون

مُساهمة من طرف samir elmanzlawy الإثنين فبراير 08, 2016 12:35 am

الأفغاني يتوقف طويلا عند قريش وإيلافها مع القبائل الأخرى، ويستشهد بما فعله هاشم من المعاهدات مع الروم، لتأمين المرور في أراضيهم!
'أسواق العرب في الجاهلية والإسلام' .. كتاب يغفل عنه الكثيرون 210

ميدل ايست أونلاين

بقلم: سمير المنزلاوي



عكاظ من التعاكظ


كتاب في منتهى الأهمية يغفل عنه الكثيرون، ولا تحفل مؤسساتنا الثقافية بإعادة طبعه!

انه "أسواق العرب في الجاهلية والإسلام" للعلامة سعيد الأفغاني، وهو سعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني، ولد بدمشق عام 1909 وتوفى في مكة المكرمة ودفن بها عام 1997. من مؤلفاته: معاوية في الأساطير، نظرات في اللغة عند ابن حزم، الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدها.

يخصص المؤلف عدة فصول للتجارة عند العرب، وعند قريش بالتحديد، ذاكرا طرقها وعوائدها ومواسمها والبضائع التي تأتي وتخرج والمكوس والأرباح.

يتوقف طويلا عند قريش وإيلافها مع القبائل الأخرى، ويستشهد بما فعله هاشم من المعاهدات مع الروم، لتأمين المرور في أراضيهم!

ثم يتحدث عن هدف الكتاب، وهو الأسواق العربية، ويقول إن كلمة السوق جاءت من سوق الناس بضائعهم إليه.

وفى معرض الإشارة إلى أسواق العرب الشهيرة نقرأ:

"فمن هذه الأسواق ما يقتصر على ما يجاوره من القرى وما ينزل بساحة من القبائل، كسوق هجر وحجر اليمامة والشحر وغيرها، ومنها ما كان عاما، تفد إليه القبائل من أطراف الجزيرة كلها كعكاظ .... كان يلي أمر الناس وينظر في شئونهم التجارية في بعض هذه الأسواق أمراء، كالأكيدر في دومة الجندل، والمنذر بن ساوى في سوق حجر، وهناك رؤساء يهبطون الأسواق لجمع الإتاوات، وأشراف يتوافون بتلك السوق التي هي في الغالب، تحت سيطرة أمير من الأمراء، ليستوفوا نصيبهم من الربح الذي جعله لهم هذا الأمير! بل إن بعض الأسواق كانت تقع إلى سلطان دولة أجنبية كسوق المشقر الذي تحكم كسرى بأهله وتجارته!"


'أسواق العرب في الجاهلية والإسلام' .. كتاب يغفل عنه الكثيرون 10401413

هذه الأسواق التي قصدها التاجر والوسيط والبائع والسمسار والمغامر، قصدها أيضا الخائف والمستجير! فكم أوى إليها مطارد فوجد من يجيره ويحميه، وكم من قريب حمل فداء أسير ففك أسره وعاد به!

كذلك كان السادات يعلنون في الأسواق تحمل دية القتلى، فيحقنون الدماء بين المتناحرين، ليعم الأمن وتنشط التجارة. بلغ الأمر إلى نداء البعض عن أصحاب الحاجات لتقضى!

استفادت اللغة أيضا أيما استفادة، خاصة قريش التي قصد الناس أسواقها، فاختارت أبلغ الألفاظ من اليمن والشام والعراق، فصارت سيدة البلاغة والفصاحة في العرب جميعا، وكان شعراء سوق عكاظ يتحرون في إنشادهم اللغة المجمع على جزالتها وفصاحتها.

يبدأ الأفغاني في تفصيل القول عن كل سوق من أسواق العرب، سواء في الجاهلية أو في الإسلام. وقد اخترت سوق عكاظ كمثال مشهور. وعكاظ من التعاكظ بمعنى التفاخر وهي تقوم في شهر ذي القعدة وثمة خلاف في تعيين أيامها.

فهي معرض عربي جاهلي: منتدى أدبي لغوى رسمي، له محكمون تضرب عليهم القباب، فيعرض عليهم الشعراء شعرهم فما استجادوه فهو الجيد، وما بهرجوه فهو الزائف.

وما أن ينطق المحكمون بحكمهم، حتى يتلقف الرواة القصائد الفائزة فيتناقلونها شرقا وغربا.

واليها تحمل تجارة أهل الجزيرة عامة: الخمر من هجر العراق وغزة وبصري، والسمن من البوادي، ومن اليمن البرود الموشاة والجلد والطيب والسلاح.

ويباع فيها الحرير والزيت والزبيب والرقيق. ويأتيها كل مغير وقاتل ليبيع ما سلبه، فإذا أبصره قريب للمقتول، يترصده حتى ينال ثأره!

ههنا قس بن ساعده يخطب مذكرا بالخالق، وهناك خالد بن أرطأة الكلبي تتبعه قبيلته، وقد جاء لينافر جرير بن عبدالله البجلي، كما يوجد بعض هواة الشهرة، منهم من يمد رجله وينشد شعرا ويقول:

- من كان أعز العرب فليقطع رجلي!

وآخر يأتي ببناته علهن يجدن بعولا!

قال المرزوقي:

"كان في عكاظ أشياء ليست في أسواق العرب، كان الملك من ملوك اليمن يبعث بالسيف الجيد والحلة الحسنة والمركوب الفاره فيقف بها وينادي: ليأخذه أعز العرب.

يريد بذلك معرفة السيد والشريف فيأمره بالوفادة إليه ويحسن صلته وجائزته". )

ولنقرأ ما يقوله سعيد الأفغاني عن أسرار سوق عكاظ:

"فمن أتى عملا شائنا تأباه مروءة العربي، شهروا أمره بعكاظ ورفعوا له راية غدر، فعرفوه فلعنوه واجتنبوه، ومن أراد استلحاق امرأ بنسبه استلحقه، ومن أراد التبرؤ من قريب لسبب ما تبرأ منه علنا، فإذا أتى بعد ذلك جريمة أو خيانة، كان المتبرئ في حل مما فعل قريبه، وإذا أطلق لقب على شخص في عكاظ عرف صاحبه به، وجرى له مجرى اسمه واسم أبيه: قاتل أبو ربيعة بن المغيرة من قريش، يوم شرب وهو من أيام عكاظ، برمحين فسمى ذا الرمحين وبه يعرف ، وثبت في هذه الحرب أولاد أمية بن عبد شمس الستة، وهم حرب وأبو حرب، وسفيان وأبو سفيان، وعمرو وأبو عمرو، فسموا العنابس، والعنبس الأسد".

رابط المقال:
http://www.middle-east-online.com/?id=200776

samir elmanzlawy
Admin

المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 07/02/2016

https://samirelmanzlawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى