النفاق قديم !

يقول الأصفهاني في أخبار بشار بن برد ، حدثني حماد عن أبيه قال :
كان بشار جالسا في دار الخليفة المهدي ، والناس ينتظرون الإذن ، فقال بعض موالى المهدي لمن حضر:
- ما عندكم في قول الله عز وجل :
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ).
فقال بشار :
- النحل التي يعرفها الناس .
قال :
- هيهات يا أبا معاذ ، النحل بنو هاشم ، وقوله :
(يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس )، يعنى العلم !
لم يتحمل بشار الشاعر ذلك الهراء فقال له:
- أراني الله طعامك وشرابك وشفاءك فيما يخرج من بطون بني هاشم ، فقد
أوسعتنا غثاثة .
فغضب وشتم بشارا .
وانظر إلى خاتمة الرواية ، لترى كيف يكون المنافق ملكيا أكثر من الملك ، فقد بلغ الخليفة المهدي ما حدث بين الرجلين ، فضحك حتى أمسك بطنه ، ثم قال للرجل :
- أجل ، فجعل الله طعامك وشرابك ، مما يخرج من بطون بني هاشم
، فانك بارد غث !
كم من بارد غث ، يطل علينا ليلا ونهارا ، ليقنعنا أن العلم يخرج من بطون بني هاشم ؟