مفهوم اللبخ عند الصيادين
صفحة 1 من اصل 1
مفهوم اللبخ عند الصيادين
مفهوم اللبخ عند الصيادين
اللبخ لغة من اللبخة ، وهى مجموعة أعشاب ومراهم توضع على الجرح ليطيب ، واصطلاحا ، كل ما اختلط وتداخل من الأمور ، وابتعد عن الطريق المستقيم ! وانظرالى الفرق الشاسع ، بين المدلول اللغوى ، والاصطلاحى الذى يتعامل به الناس ! وقد شاع هذا اللفظ بين صيادى منية المرشد منذ فترة مبكرة ، وكنت تسمعه يتردد فى البحيرة والمفهى والبيوت والشوارع ، بصيغ مختلفة : لبخ ، يلبخ ، ملبوخ !
اللبخ : هو فصل النفر(1) عن المقية (2)، والحاقه بمقية أخرى ، اما بنميمة على ريسه القديم ، أو باغراء مادى !
الملبوخ : هو النفر المفارق ، والذى يكتسب عداوة ريسه الى ما لا نهاية !
اللابخ : وهو اما ريس منافس ـ أو قواس(3) يرتزق من ذلك .
كان اللبخ يتم بطرق عديدة ، فيذهب القواس الى دار النفر ، ويظل يعدد محاسن الريس الجديد ، وكيف يغدق على أنفاره ، ويساعدهم فى الزواج والكوارث !
يتغير مزاج النفر المسكين ، وتهنز ثقته ، ويتركه القواس يتقلب على نار . يعود اليه فى اليوم التالى ، ليشرب الشاى ، ويمتنع تماما عن الكلام فى الموضوع / لكن صاحبنا الذى ابتلع الطعم ، يفاتحه ، فيخرج له مبلغا كبيرا ، ليدبر به أمره !
هكذا تنفصم عرى العلاقة التى طالت ، وكان فيها عيش وملح ومجاملات ، لكن النقود تهدم جدران المحبة ، فيتأخر فى القجر عن السروح ، ولا يجيب نداء زملائه المجلجل .
يظنونه مريضا ، لكنهم عندما يعودون ، سيرونه فى المفهى مع الريس الجديد !
يتحدث الريس القديم عنه باعتباره ملبوخا ، ويبدأ الانتقام بلبخ نفر من المقية المنافسة ، وهكذا !
لم تكن كل لبخة تمر بسلام ، فبعض المعلمين يملكون دماء حامية ، فترى أحدهم يهجم على نفره الملبوخ ، ليشبعه لكما وركلا ، ناهيك عن شتائم منتقاة ، ومعايرة بأنه ولى نعمته ، والذى جعله بنى آدم . تكون الطامة الكبرى ، لو تصادف أن الملبوخ مدينا ، ساعتها لن يرضى الريس بأقل من رد الدين فى الحال !
ربما يكون اللبخ قليلا أو نادرا فى أيامنا الحالية ، لكن المثير أن فقه اللبخ ، انتقل الى العلاقات بين الناس ، ولم يعد القواس وحده من يلبخ ، لكن تلقف المهنة رجال تعجبك أجسامهم , هؤلاء اللباخون ، يسعون فى الارض فسادا ، لا هم لهم سوى الايقاع بين الناس ! وعلى هذا فان التاريخ سوف يسجل التحول الدرامى من اللبخ القديم الى اللبخ الجديد ، وأدعو وزارة الثقافة أن تجعل مؤتمر الأدباء لهذا العام يناقش محورا هاما ، هو تقنيات اللبخ المعاصر وآثاره على الكتابة الابداعية . مساء الخير
1- النفر ، العامل بالأجر فى مهنة الصيد
2- المقية ، الفرقة المؤلفة من الريس والأنفار والشباك والفلوكه أو القارب
3-القواس : هو رجل لا عمل له سوى الدس والكيد والنميمة
( حفوف اللبخ محفوظة للمؤلف - انتاج 2014 )
اللبخ لغة من اللبخة ، وهى مجموعة أعشاب ومراهم توضع على الجرح ليطيب ، واصطلاحا ، كل ما اختلط وتداخل من الأمور ، وابتعد عن الطريق المستقيم ! وانظرالى الفرق الشاسع ، بين المدلول اللغوى ، والاصطلاحى الذى يتعامل به الناس ! وقد شاع هذا اللفظ بين صيادى منية المرشد منذ فترة مبكرة ، وكنت تسمعه يتردد فى البحيرة والمفهى والبيوت والشوارع ، بصيغ مختلفة : لبخ ، يلبخ ، ملبوخ !
اللبخ : هو فصل النفر(1) عن المقية (2)، والحاقه بمقية أخرى ، اما بنميمة على ريسه القديم ، أو باغراء مادى !
الملبوخ : هو النفر المفارق ، والذى يكتسب عداوة ريسه الى ما لا نهاية !
اللابخ : وهو اما ريس منافس ـ أو قواس(3) يرتزق من ذلك .
كان اللبخ يتم بطرق عديدة ، فيذهب القواس الى دار النفر ، ويظل يعدد محاسن الريس الجديد ، وكيف يغدق على أنفاره ، ويساعدهم فى الزواج والكوارث !
يتغير مزاج النفر المسكين ، وتهنز ثقته ، ويتركه القواس يتقلب على نار . يعود اليه فى اليوم التالى ، ليشرب الشاى ، ويمتنع تماما عن الكلام فى الموضوع / لكن صاحبنا الذى ابتلع الطعم ، يفاتحه ، فيخرج له مبلغا كبيرا ، ليدبر به أمره !
هكذا تنفصم عرى العلاقة التى طالت ، وكان فيها عيش وملح ومجاملات ، لكن النقود تهدم جدران المحبة ، فيتأخر فى القجر عن السروح ، ولا يجيب نداء زملائه المجلجل .
يظنونه مريضا ، لكنهم عندما يعودون ، سيرونه فى المفهى مع الريس الجديد !
يتحدث الريس القديم عنه باعتباره ملبوخا ، ويبدأ الانتقام بلبخ نفر من المقية المنافسة ، وهكذا !
لم تكن كل لبخة تمر بسلام ، فبعض المعلمين يملكون دماء حامية ، فترى أحدهم يهجم على نفره الملبوخ ، ليشبعه لكما وركلا ، ناهيك عن شتائم منتقاة ، ومعايرة بأنه ولى نعمته ، والذى جعله بنى آدم . تكون الطامة الكبرى ، لو تصادف أن الملبوخ مدينا ، ساعتها لن يرضى الريس بأقل من رد الدين فى الحال !
ربما يكون اللبخ قليلا أو نادرا فى أيامنا الحالية ، لكن المثير أن فقه اللبخ ، انتقل الى العلاقات بين الناس ، ولم يعد القواس وحده من يلبخ ، لكن تلقف المهنة رجال تعجبك أجسامهم , هؤلاء اللباخون ، يسعون فى الارض فسادا ، لا هم لهم سوى الايقاع بين الناس ! وعلى هذا فان التاريخ سوف يسجل التحول الدرامى من اللبخ القديم الى اللبخ الجديد ، وأدعو وزارة الثقافة أن تجعل مؤتمر الأدباء لهذا العام يناقش محورا هاما ، هو تقنيات اللبخ المعاصر وآثاره على الكتابة الابداعية . مساء الخير
1- النفر ، العامل بالأجر فى مهنة الصيد
2- المقية ، الفرقة المؤلفة من الريس والأنفار والشباك والفلوكه أو القارب
3-القواس : هو رجل لا عمل له سوى الدس والكيد والنميمة
( حفوف اللبخ محفوظة للمؤلف - انتاج 2014 )
رد: مفهوم اللبخ عند الصيادين
من طقوس الصيادين المنقرضة فى قريتى ، والتى اشرت اليها فى رواية بلاد تصلح للحزن ، الصادرة فى التسعينات ، طقس صباغة الشباك . كنت اراهم يحضرون شباكهم ، ويتجمعون فى المنشر أو فى النزلة ، ثم تلقى النسوة حزما من قش الأرز ، المكدس فوق الأسطح . يشعلون النار فى القش ، ثم يغنون ويتندرون ، حتى يتم الاحراق ، ويصير رمادا شديد السواد . يلقون عليه الماء ، فيتحول الى صبغة ، يضغطون على الشباك بأذرعهم فى قلبها ، فتصير سوداء كالليل البهيم . لا أعرف لماذا ، يصبغونها بهذا اللون ؟ ولا أعرف لماذا توقفوا عن ذلك ؟ ربما يفيدنا بعض الاخوة من الصيادين . بعدها تنشر فوق السطوح ، وترفرف كالأعلام . يشيع الفرح وتمتلئ القلوب سعادة .كانت الشباك ايامها تنسج باليد ، وكانت بعض النساء تتخصص فى انواع معينة ، بمقاسات معينة ، وأظن ان وحدة القياس كات تسمى الماج ، أما آلة النسج فهى المنقاش المصنوع من جريد النخل . لقد انتهى عصر الشباك اليدوية ، واصبحت تأتى مصنوعة من البلاستيك المتين ‘ حيث قل الترقيع الذى كنا نراه على أبواب البيوت وفى الجامع ، تتحرك الايدى صعودا وهبوطا بالمناقيش ، لترتق الثقوب ، وأدركت أياما امتلأت فيها البحيرة بالكابوريا ، واسمها الشعبى الحراجل ، وقد مزقت بمخالبها الشباك ، وكبدت الناس خسائر فادحة ، لا انسى المرحوم الشيخ حامد شمس الدين وهو يدعو على منبر المرشدى ، رافعا يديه بضراعة ونحن نؤمن عليه : اللهم احمنا من الحراجل !
أيام رائعة ، عشناها ، وعاشت فينا حتى الآن ، تحياتى لكم جميعا .
أيام رائعة ، عشناها ، وعاشت فينا حتى الآن ، تحياتى لكم جميعا .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى