عندما قال الثور : الحمد لله
صفحة 1 من اصل 1
عندما قال الثور : الحمد لله
عندما قال الثور : الحمد لله
أورد ابن إياس ، في ( بدائع الزهور ) حكاية عجيبة وقعت في بداية حكم السلطان الناصر بن قلاوون .
فقد ذهب شخص ليسقى ثوره من النيل ، فسمع الثور بعد أن ارتوى يقول : الحمد لله .
شعر الرجل بالفزع ، وعاد مسرعا . في اليوم التالي ، حدث نفس الشئ !
لم يستطع الكتمان ، فأخبر جيرانه ، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم !
كثر الكلام ، ما بين مصدق ، ومكذب، حتى قال كبير القرية :
- الماء يكذب الغطاس ، خذنا لنسمع الثور بآذاننا !
تزحف القرية والقرى المجاورة ، ويقف الجميع صامتبن ، بينما الثور يشرب هادئا .
بعد أن انتهى ،التفت إلى الجمع ،وقال بصوت واضح وفصيح : الحمد لله .
قال له كبيرهم :
- كيف تتحدث بلسان البشر ؟
فال الثور :
- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أخبركم ، أنه تشفع فيكم ، ورفع عنكم سبع سنين من الجفاف والجوع !
قال كبير القرية :
- وما علامة صدق حديثك ؟
قال الثور : أنني أموت غدا !
ومات الثور فعلا ، في اليوم التالي !
يعلق ابن إياس ، أن القاضي جاء ، وحرر محضرا بذلك ، رآه السلطان قلاوون وتعجب غاية العجب !
هذه القصة ، تعكس وجود عقل جبار ، يخدم السلطة الحاكمة بمثل هذه الخرافات ! فالثور ، اختير لبطولة الرواية ، لأنه حيوان أعجمي ، ولن يتخيل أحد ، أنه يكذب ، عندما ينطق !
ولا بأس من مجموعة تدعى أنها سمعته ، فيوقع القاضي ويتعجب السلطان ،ويتم التخلص من الثور نفسه على الفور!
يسارع ابن إياس لإثبات ذلك باعتباره وثيقة تاريخية ، لابد لنا من احترامها !
إن تغييب العقل الجمعي ، صناعة قديمة ، لها رجال يتقنونها ، وينجحون في نشرها وفرضها .
وحكاية الثور ، ليست الحكاية الوحيدة التي وضعت ، لتشغل الناس ، عما يدور في دهاليز السياسة والحكم !
فالسلطان ، ابن قلاوون ، حديث السن ، تحكم والدته من وراء ستار ، والفقر يفتك بالناس بلا رحمة .
لابد للبطانة أن تخلق معجزات ، تلهى بها الناس ، حتى لو كانت ضعيفة ومتهافتة !
فالذين اخترعوا حديث الثور ، لم يفطنوا إلى أنهم أساءوا لأنفسهم دون أن يقصدوا !
فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم ، السلطان والقضاة والعلماء ، ثم يوكل الثور وهو رمز الغباء في الفلكلور الشعبي ، ليخبر الناس أنه تشفع ، ليمنع عنهم ، الجفاف والجوع ؟
أورد ابن إياس ، في ( بدائع الزهور ) حكاية عجيبة وقعت في بداية حكم السلطان الناصر بن قلاوون .
فقد ذهب شخص ليسقى ثوره من النيل ، فسمع الثور بعد أن ارتوى يقول : الحمد لله .
شعر الرجل بالفزع ، وعاد مسرعا . في اليوم التالي ، حدث نفس الشئ !
لم يستطع الكتمان ، فأخبر جيرانه ، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم !
كثر الكلام ، ما بين مصدق ، ومكذب، حتى قال كبير القرية :
- الماء يكذب الغطاس ، خذنا لنسمع الثور بآذاننا !
تزحف القرية والقرى المجاورة ، ويقف الجميع صامتبن ، بينما الثور يشرب هادئا .
بعد أن انتهى ،التفت إلى الجمع ،وقال بصوت واضح وفصيح : الحمد لله .
قال له كبيرهم :
- كيف تتحدث بلسان البشر ؟
فال الثور :
- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أخبركم ، أنه تشفع فيكم ، ورفع عنكم سبع سنين من الجفاف والجوع !
قال كبير القرية :
- وما علامة صدق حديثك ؟
قال الثور : أنني أموت غدا !
ومات الثور فعلا ، في اليوم التالي !
يعلق ابن إياس ، أن القاضي جاء ، وحرر محضرا بذلك ، رآه السلطان قلاوون وتعجب غاية العجب !
هذه القصة ، تعكس وجود عقل جبار ، يخدم السلطة الحاكمة بمثل هذه الخرافات ! فالثور ، اختير لبطولة الرواية ، لأنه حيوان أعجمي ، ولن يتخيل أحد ، أنه يكذب ، عندما ينطق !
ولا بأس من مجموعة تدعى أنها سمعته ، فيوقع القاضي ويتعجب السلطان ،ويتم التخلص من الثور نفسه على الفور!
يسارع ابن إياس لإثبات ذلك باعتباره وثيقة تاريخية ، لابد لنا من احترامها !
إن تغييب العقل الجمعي ، صناعة قديمة ، لها رجال يتقنونها ، وينجحون في نشرها وفرضها .
وحكاية الثور ، ليست الحكاية الوحيدة التي وضعت ، لتشغل الناس ، عما يدور في دهاليز السياسة والحكم !
فالسلطان ، ابن قلاوون ، حديث السن ، تحكم والدته من وراء ستار ، والفقر يفتك بالناس بلا رحمة .
لابد للبطانة أن تخلق معجزات ، تلهى بها الناس ، حتى لو كانت ضعيفة ومتهافتة !
فالذين اخترعوا حديث الثور ، لم يفطنوا إلى أنهم أساءوا لأنفسهم دون أن يقصدوا !
فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم ، السلطان والقضاة والعلماء ، ثم يوكل الثور وهو رمز الغباء في الفلكلور الشعبي ، ليخبر الناس أنه تشفع ، ليمنع عنهم ، الجفاف والجوع ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى